بازگشت

الامام ينبي ء بخلاصه من المهدي


لقد كان الخوف يسيطر علي أصحاب الامام (ع) عندما استدعاه المهدي في القدمة الأولي و خشي عليه من القتل، فعن أبي خالد الزبالي قال: لما أقدم بأبي الحسن موسي (ع) القدمة الأولي نزل زبالة، فكنت أحدثه، فرآني مغموما فقال لي: يا أباخالد مالي أراك مغموما، فقلت: و كيف لا أغتم و أنت تحمل الي هذه الطاغية و لا أدري ما يحدث فيك، فقال: ليس علي بأس، اذا كان شهر كذا و كذا و يوم كذا، فوافني في أول الميل، فما كان لي هم الا احصاء الشهور و الأيام حتي كان ذلك اليوم، فوافيت الميل، فما زلت عنده حتي كادت الشمس أن تغيب، و وسوس الشيطان في صدري، و تخوفت أن أشك فيما قال: فبينما أنا كذلك اذ نظرت الي سواد قد أقبل من ناحية العراق، فاستقبلتهم فاذا أبوالحسن عليه السلام أمام القطار علي بغله.

فقال: ايه يا أباخالد، قلت: لبيك يا ابن رسول الله، فقال: لا تشكن ود الشيطان أنك شككت، فقلت: الحمد لله الذي خلصك منهم، فقال: ان لي اليهم عودة لا أتخلص منهم» [1] .



[ صفحه 72]



فهذه الرواية تبين بأن المهدي قد أقدم الامام (ع) أكثر من مرة الي بغداد، و كان الأصحاب يعرفون كنه دغيلة سريرة المهدي تجاه الكاظم (ع) فطمأن الامام أباخالد برجوعه سالما، و هذه كانت من كرامات الامام (ع) ليقوي بصيرة أبي خالد، فلذا كاد أن يشك فنبهه الامام الي ذلك، ثم أخبره بأن قتله لابد أن يكون علي أيديهم «ان لي اليهم عودة لا أتخلص منهم».

و لم يحدد الامام (ع) شخص المهدي، بل أشار الي حكام الجور، قاطبة، و هكذا جرت كرامته علي أيديهم.


پاورقي

[1] الكافي ج 1 ص 477، الفصول المهمة ص 234، قرب الاسناد ص 140، نورالأبصار ص 149.