بازگشت

الامام يطالب بفدك


كلما سنحت الفرصة، و رؤي بصيص نور يمكن من خلاله المطالبة بفدك و بالحق المهدور، لم يكن أهل البيت (ع) يتوانوا عن اغتنام تلك الفرصة لاسترداد الحقوق الي أهلها.

فعن علي بن أسباط قال: لما ورد أبوالحسن موسي عليه السلام علي المهدي، وجده يرد المظالم فقال له: ما بال مظلمتنا يا أميرالمؤمنين لا ترد؟!! فقال له: و ما هي يا أباالحسن؟ فقال: ان الله عزوجل لما فتح علي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم فدك و ما والاها و لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب فأنزل الله تعالي علي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم فدك و ما والاها و لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب فأنزل الله تعالي علي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم «و آت ذا القربي حقه» فلم يدر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من هم.

فراجع في ذلك جبرائيل (ع) فسأل الله عزوجل عن ذلك فأوحي الله اليه، أن ادفع فدك الي فاطمة (ع). فدعاها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال لها: يا فاطمة ان الله تعالي أمرني أن أدفع اليك فدك فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله و منك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فلما ولي أبوبكر أخرج عنها وكلاءها، فأتته فسألته أن يردها عليها.

فقال لها: آتيني بأسود أو أحمر ليشهد لك بذلك، فجاءت بأميرالمؤمنين و الحسن و الحسين (ع) و أم أيمن فشهدوا لها بذلك فكتب لها بترك التعرض، فخرجت بالكتاب معها، فلقيها عمر فقال لها: ما هذا الذي معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة.

فقال لها: أرينيه، فأبت فانتزعه من يدها، فنظر فيه، و تفل فيه



[ صفحه 73]



و محاه و خرقه و قال: هذا لأن أباك لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب؟ و تركها و مضي.

فقال له المهدي: حدها لي. فحدها. فقال: هذا كثير فأنظر فيه [1] .

فالامام الكاظم لم يقل له كلمة واحدة باختصار «فدك». بل شرح له القصة بتفصيلها كيف وصلت فدك الي فاطمة و كيف غصبت، ليبين مظلومية فاطمة و أهل البيت (ع) من خلالها.

ثم ان فدك كانت مثار جدل عظيم بين جميع الخلفاء فمن غاصب الي راد و هكذا... فلما استولي العباسيون علي الحكم ردها السفاح علي عبدالله بن الحسن بن الحسن، ثم ردها المهدي بن أبي جعفر علي الفاطميين [2] ، لما تكلم معه الامام الكاظم في شأنها، لكن ولده موسي انتزعها في خلافته، و تظاهر الرشيد برغبة في ردها للامام (ع) و لكن لما حدها استكثرها فلم يعطها للامام (ع).

و قد تبلورت القاعدة التي يأمرون بالعمل بها «ما لا يدرك كله لا يترك كله». فقد انتفع الفاطميون مدة من أرزاقها ثم حرموا منها.


پاورقي

[1] التهذيب للشيخ الطوسي ج 4 ص 148.

[2] فدك في التاريخ للسيد محمدباقر الصدر ص 36.