بازگشت

توسعة المسجد الحرام


لقد كان للمهدي بعض الاصلاحيات و المشاريع الدينية التي يرجع نفعها الي المسلمين قاطبة، لكن «الأعمال بالنيات و لكل امري ء ما نوي» فقد تكون خالصة لوجه الله تعالي، أو رياء ليعلو بذلك شأنه في أعين رعيته.

فقد روي عن الحسن بن علي بن النعمان، قال: لما بني المهدي في المسجد الحرام، بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أربابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء، فكل قال له: انه لا ينبغي أن يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا، فقال له علي بن يقطين: يا أميرالمؤمنين لو كتبت



[ صفحه 74]



الي موسي بن جعفر (ع) لأخبرك بوجه الأمر في ذلك.

فكتب الي والي المدينة أن يسأل موسي بن جعفر عن دار أردنا أن ندخلها في المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها، فكيف المخرج من ذلك؟ فقال الوالي ذلك لأبي الحسن (ع). فقال أبوالحسن (ع): و لابد من الجواب في هذا؟ فقال له: الأمر لابد منه.

فقال له: اكتب. بسم الله الرحمن الرحيم ان كانت الكعبة هي النازلة بالناس، فالناس أولي بفنائها، و ان كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة، فالكعبة أولي بفنائها. فلما أتي الكتاب الي المهدي أخذ الكتاب فقبله، ثم أمر بهدم الدار، فأتي أهل الدار أباالحسن عليه السلام، فسألوه أن يكتب لهم الي المهدي كتابا في ثمن دارهم فكتب اليه أن أرضخ لهم شيئا فأرضاهم [1] .

فالاحترام و الاقرار بتفوق أهل البيت (ع) في علومهم و عباداتهم و... في قرارة نفوس الخلفاء لا ريب فيه، و انما حملهم علي نبذهم الخوف منهم علي ملكهم، و في تقبيل المهدي الكتاب، رضا و شكرا و للكاظم (ع) نيابة عن تقبيله و شكره.


پاورقي

[1] تفسير العياشي ج 1 ص 185.