بازگشت

المهدي لا يعرف تحريم الخمر


من العجب العجاب تقلد كرسي امارة المؤمنين، في ظل حكومة و مجتمع اسلامي، بل في جو مفعم بالعلماء و العلم من جراء ما تركه الامام الصادق (ع) من جامعة عظيمة انتشر صيتها في الآفاق، و وصلت الي أقاصي بلاد العرب و العجم و الروم و...

و عرفت جذور الدعوة الاسلامية و أسسها، و مع ذلك يخفي أشهر المسائل و أحمزها في الأسلام، و هي حرمة الخمر في القرآن الكريم، و الذي بين حرمتها مع انطلاقة الدعوة الاسلامية، اذ أن جعفر الطيار بين ذلك للنجاشي.

فعن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أباالحسن (ع) عن الخمر



[ صفحه 75]



هل هي محرمة في كتاب الله، فان الناس يعرفون النهي و لا يعرفون التحريم؟

فقال له أبوالحسن: بل هي محرمة، قال: في أي موضع هي محرمة بكتاب الله يا أباالحسن؟ قال: قول الله تبارك و تعالي: (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغي بغير الحق) [1] .

فأما قوله (ما ظهر منها) فيعني الزنا المعلن، و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر في الجاهلية، و أما قوله (و ما بطن) يعني ما نكح من الآباء فان الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلي الله عليه و آله و سلم اذا كان للرجل زوجة و مات عنها تزوجها ابنه من بعده اذا لم تكن أمه، فحرم الله ذلك.

و أما الاثم فانها الخمر بعينها، و قد قال الله في موضع آخر (و يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس) فأما الاثم في كتاب الله فهي الخمر، و الميسر فهي النرد (و الشطرنج) و اثمهما كبير كما قال الله، و أما قوله: «البغي» فهو الزنا سرا قال: فقال المهدي هذه فتوي هاشمية [2] .

و في رواية أخري أن المهدي قال: يا علي بن يقطين هذه والله فتوي هاشمية، قال: فقلت له: صدقت والله يا أميرالمؤمنين الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت. قال: فوالله ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت يا رافضي [3] .

فكأن المهدي لم يعتقد حقا بقوله، بل بقي متململا بين الحق و الباطل، فلم يقل هذه آية الهية، أو فتوي قرآنية أو... بل كأنه أراد الافتخار بنسبه عندما بين الامام و أجلي الغبار عن غشاء عقيدة المهدي، فقال: هذه فتوي هاشمية، فعلي بن يقطين الذي كان كمؤمن بني اسرائيل، يكتم تشيعه، قال مادحا للمهدي الحمد لله... فعده من ضمن أهل بيت النبوة، لأنه من سلالة بني هاشم.



[ صفحه 76]



فلاحظ المهدي أن نفثات ابن يقطين ما هي الا للتجمل و الثناء في غير موقعه، فأفصح عن سريرته قائلا: صدقت يا رافضي.


پاورقي

[1] سورة الأعراف، الآية: 33.

[2] مسند الامام الكاظم (ع) ج 1 ص 56.

[3] الكافي ج 6 ص 406، بحارالأنوار ج 48 ص 149.