بازگشت

الامام الكاظم مع موسي بن المهدي (الهادي)


عاصر الامام الكاظم (ع) المنصور عشر سنوات من سني خلافته، و عاصر المهدي احدي عشر سنة، فلم يلق من الضيق، كما لاقاه في خلافة الهادي التي لم تدم أكثر من سنة و ثلاثة أشهر [1] .

اذ أنه سرعان ما بويع بالخلافة انقض علي فدك فغصبها من الفاطميين، و أخافهم و ألح في طلبهم، و قطع أرزاقهم و أعطياتهم، و كتب الي الآفاق بطلبهم [2] .

و لعظم ما لاقاه أهل المدينة من واليها، بأمر من موسي بن المهدي، ثار أهلها، و كانت وقعة فخ، التي قال عنها الامام الجواد (ع) «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ [3] .

و لما حمل رأس الحسين بن علي بن الحسن (صاحب فخ) استبشر الهادي. ثم أخذ في ذكر الطالبيين، و جعل ينال منهم الي أن ذكر موسي بن جعفر صلوات الله عليه، فنال منه و قال؛ والله ما خرج حسين الا عن أمره، و لا اتبع الا محبته، لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت، قتلني الله ان أبقيت عليه. فقال له أبويوسف القاضي و كان جريئا عليه: يا أميرالمؤمنين أقول أم أسكت؟ فقال: قتلني الله ان عفوت عن موسي بن جعفر، و لو لا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور بما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و علمه و فضله، و ما بلغني عن السفاح فيه من تقريظه و تفضيله، لنبشت قبره و أحرقته بالنار احراقا.

فقال أبويوسف: نساؤه طوالق، و عتق جميع ما يملك من الرقيق، و تصدق بجميع ما يملك من المال، و حبس دوابه، و عليه المشي الي بيت



[ صفحه 77]



الله الحرام، ان كان مذهب موسي بن جعفر الخروج، لا يذهب اليه، و لا مذهب أحد من ولده، و لا ينبغي أن يكون هذا منهم، ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون.

فقال: و ما كان بقي من الزيدية الا هذه العصابة، الذين كانوا قد خرجوا مع حسين و قد ظفر أميرالمؤمنين بهم، و لم يزل يرفق به حتي سكن غضبه [4] ! فهذه الفظاظة و السيرة لم تعهد لأحد من الموالي و الخلفاء بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قط.

علاوة علي ذلك فانه لم يكن يتقيد بشرع بل كان يتناول المسكر، و يحب اللهو الطرب، و ينفق الأموال الجزيلة علي ذلك، و قد وصفه كثير من المؤرخين بالجبار و قساوة القلب [5] .

فلذا لم يتمكن الامام الكاظم (ع) من مداراته أو مجاراته أو... فلجأ (ع) الي الدعاء عليه.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري ج 8 ص 213، الكامل في التاريخ ج 4 ص 17.

[2] الحياة السياسية للامام الرضا (ع) ص 91.

[3] سيأتي الحديث عنها في عنوان الثورات في زمانه.

[4] بحارالأنوار ج 48، ص 150، المناقب ج 4 ص 306.

[5] الحياة السياسية للامام الرضا (ع) ص 118.