بازگشت

السعاية من غير أقربائه


أ - يحيي بن خالد البرمكي.

من الطبيعي علي من حاز علي الشرف و العزة و الأموال المغدقة من هارون أن يوشي [1] علي الامام لحطام زائل.

قلد هارون الوزارة للبرامكة، فكانوا الساعد الأيمن له، و أغدق عليهم من الأموال ما لم يصل اليه أحد من سادة قومه و أشرافهم فقد كان لأم جعفر بن يحيي بن خالد البرمكي (زوجة يحيي المذكور) مائة وصيفة لباس كل واحدة و حليها خلاف الأخري، و بني جعفر قصرا غرم عليه عشرين مليون درهم [2] ، و ذكر الدميري أن جعفر حاز ضياع الدنيا لنفسه فكان الرشيد لا يمر بضيعة و لا بستان الا قيل له هذا لجعفر [3] .

و وهب الفضل بن يحيي بن خالد لصاحب شرطته أربعة ملايين درهم، و مدحه يوما أبوثمامة، فوهبه الفضل مائة ألف درهم. و لما أخبره غلامه أنه ولد له مولود وهبه مائة ألف درهم.

و بالغ الشعراء في مدح البرامكة و هم يغدقون عليهم من الأموال و قد كانوا قبل ذلك يستعينون بأصحابهم لقضاء ديونهم [4] .

و لما أحصيت بعض أموالهم ليقبضها الرشيد أو ليهبها لمن يحب فكانت ثلاثين مليون وست مائة و ستين ألف دينار، بل كانت أموالهم لا يعرف أكثرها الا من أحصي الأعمال [5] و كان علي اثني عشر ألف ألف مكتوبا علي بدرها صكوك مختومة [6] .



[ صفحه 95]



و لما نكب البرامكة أتت يوما عباده أم جعفر البرمكي في ثياب رثة يوم عيد تستعطف قلوب الناس، فقالت: لقد أتي علي عيد مثل هذا و أنا علي رأسي أربعمائة وصيفة و اني لأعد ابني عاقا، و لقد أتي علي هذا العيد و ما أتمني سوي جلد شاتين أفترش أحدهما و التحف الآخر [7] .

ثم ان الرشيد نكل بهم أشد تنكيل فقتلهم و صلبهم و شرد منهم من شرد، و كان هذا مصداقا لقول الكاظم (ع) «مساكين آل برمك! لا يعلمون ما يجري عليهم» [8] .

فمن أراد عزا بلا عشيرة، و جاها بلا مال فليخرج من ذل معصية الله الي عز طاعته.

و قد أطال المؤرخون في ذكر نكبة البرامكة، و ما آل اليه مصيرهم، حتي صاروا مضربا للأمثال.

2 - يعقوب بن داوود.

كان من سعي بالامام (ع) يعقوب بن داوود، و كان يري رأي الزيدية [9] و قد توقف بعضهم في حاله كالسيد الخوئي، و ضعفه في التنقيح، و لم يعلم حاله.


پاورقي

[1] تري الكثير من الوشايات علي الامام (ع) من يحيي البرمكي ضمن الكتاب.

[2] الطبري ج 8 عص 291.

[3] حياة الامام موسي الكاظم ج 2 ص 2، الطبري ج 8 ص 291، الكامل في التاريخ ج 4 ص 66.

[4] حياة الامام موسي الكاظم ج 2 ص 2، الطبري ج 8 ص 291، الكامل في التاريخ ج 4 ص 66.

[5] الامامة و السياسة ج 2، ص 226.

[6] الامامة و السياسة ج 2، ص 226.

[7] مروج الذهب ج 3 ص 393.

[8] الامام الكاظم للقرشي ج 2 ص 214، ابن الأثير و غيره.

[9] الشيخ الصدوق في عيون الأخبار ج 1 ص 69.