بازگشت

عبر الوكلاء


جهد الامام (ع) أن لا يقتصر علي وكيل أو وكيلين مثلا لجمع أموال شيعته، بل كانوا كثرة موزعين هنا و هناك.

و لعل الامام (ع) تعمد ذلك، لعلمه أنهم سيستأثرون بالأموال لأنفسهم فيما بعد.

فوزع الأمانات علي عدة وكلاء، حتي اذا وقعت الخيانة من بعضهم فلعل البعض الآخر يفي بالحقوق، و بارجاع الأمانة الي الامام الرضا (ع).

و من الملاحظ أن الامام (ع) كثيرا ما كان يؤكد علي الوكلاء خاصة بامامة ولده الرضا (ع) كي لا تجحد الحقوق له، و لكن الأموال التي كانت تجبي للامام الكاظم (ع) كانت جمة و غزيرة تتدفق عليه من كل حدب و صوب، و لعله لم يصل الي امام من الأئمة لا قبله و لا بعده من الحقوق الشرعية، كما وصلت له (ع).

و يمكن السر في ذلك، أن مدرسة الامام الصادق (ع) قد بانت ثمرتها، و ازدهرت بنتاجها، في أيام الامام الكاظم، فعرف الحق أهله، فصارت تؤدي الحقوق، بل وصلت الي أوجها و ذروتها.

فلذا دب الغرور شوك الغرور علي القلوب المغرورة، فانجرت تتخبط بأهوائها خلفه، فجحدوا الأموال بعده.

فعن موسي بن بكر قال: كنت في خدمة أبي الحسن (ع) و لم أكن



[ صفحه 141]



أري شيئا يصل اليه الا من ناحية المفضل بن عمر، و لربما رأيت الرجل يجي ء بالشي ء فلا يقبله منه، و يقول: أوصله الي المفضل. و هذا يرجع الي التركيز الدقيق علي الانضباطية في الحالة التنظيمية. و ليس معني كلام ابن بكر، أنه لم يكن عنده وكلاء آخرون، بل قد لا يعرفهم.

و سنأتي في بحث وكلائه علي ذكرهم.