بازگشت

اللقاء السري


تحدثنا فيما سبق عن شدة الحال الذي واجهها الامام (ع) حتي ألجأته الي التقية، و الي أمر أصحابه بالتخلي عنه في الظاهر لئلا يؤخذوا به، الا أن الحيطة التي كان يأمر بها الامام (ع) كانت تسمح أحيانا باللقاء به شرط الحذر الدؤوب.

فقد يأذن الامام (ع) باللقاء به ليلا، مع تحري الطريق و انقطاع الرجل [1] .

و قد يستلم الكتب و الأمانات عن طريق المعجزة آنا آخر، كما في



[ صفحه 144]



خبر العقرقوفي [2] و خبر علي بن يقطين [3] عندما بعث وكيليه للامام، فتلقاهما الامام خارج المدينة، و لم يأذن لهما بالدخول، حتي و لو لشراء زاد أو زيارة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم. و خبر شطيطه و... الي غير ذلك من الأساليب التي كان يستخدمها الامام، نهجا علي خط آبائه الكرام الذين لم يتقوقعوا في زوايا محاريبهم للعبادة فحسب، أو في صوامع الجبال للتنسك، تاركين الأمة تتوه و تتخبط تخبط العمشاء في دياجير الظلام.

بل ان العبادة الواعية الهادفة، هي التي أعطتهم الزخم الروحي، لاقتحام معركة الجهاد الدؤوب ضد السلطة الحاكمة، التي غيبت نفسها و حجرت عليها، بتحجيرها علي الامام الكاظم (ع)، بل كان هذا أحد البواعث الذي أدي بها الي انهيارها فيما بعد، علي يد الأخبار من أتباع النبي المختار.



[ صفحه 147]




پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 48 ص 112، الكافي ج 3، ص 92.

[2] المصدر السابق ص 77.

[3] المصدر السابق ص 35، و رجال الكشي ص 273.