بازگشت

نقش خاتمه


لقد أهتم الانبياء و الأئمة (ع) بالخواتم، و لم يعلم أول من تختم، و لكن عرف بأن نبي الله سليمان (ع) كان نقش خاتمه «سبحان من الجم الجن بكلماته» [1] و أن نمرود لما القي ابراهيم في النار، دفع جبرائيل اليه خاتما مكتوبا عليه «لا اله الا الله محمد رسول الله، ألجأت ظهري الي الله و أسندت أمري الي الله، و فوضت أمري الي الله» [2] .

بل ان الخاتم كان من السنن أو العادات التي يتبعها الكفار أو الفاسقين و أقرها الاسلام أيضا فقد ورد عن أبي عبدالله (ع) «بلغوا بالخواتيم» [3] أي ابلغوها آخر الأصابع و لا تجعلوها في أطرافها فانه يروي أنه من عمل قوم لوط.



[ صفحه 26]



و لم يزل التختم بها باليمين معروفا الي أن ابتدع معاوية نقلها الي اليسار. ففي المناقب أن النبي «ص» تختم في يمينه و الخلفاء الأربعة بعده، فنقلها معاوية الي اليسار، و أخذ الناس عنه ذلك.

و أشتهر أن عمرو بن العاص عند التحكيم، سله من يده اليمني و قال: خلعت الخلافة من علي كخعلي خاتمي هذا من يميني، و جعلتها في معاوية كما جعلت هذا في يساري، فهذا هو السبب في ابتداع معاوية ذلك [4] .

و لعل الاهتمام بالخواتيم أن الله بحكمته جعل التحرز من الفقر و المرض و السلطان و... باحجار خلقها بقدرته، لتكون عبرة و موعظة للانسان في كل لحظة من لحظاته ينظر اليها و يفكر بقدرته، كما أكد جل جلاله التفكر في ملكوت السموات و الأرض و هذه احداها متوفرة معه.

أما نقش خاتم الامام الكاظم (ع) فعن أبي الحسن الرضا (ع): و نقش خاتم أبي «حسبي الله» و هو الذي كنت اتختم به [5] ، و فيه وردة و هلال في أعلاه [6] : و في رواية الفصول المهمة «الملك لله وحده» [7] .

و لا تنافي بين الروايتين اذ أنه يمكن أن يكون له (ع) خاتمان أو أكثر، يتختم بها حسب المناسبة، من دخوله علي سلطان مثلا «حسبي الله». و من حب التذلل في نفسه اذا رأي كثرة الانضمام اليه، أو رأي وفرة ماله أو... فانه يذكر الله تعالي و أن ملك الانسان زائل لا محالة.


پاورقي

[1] سفينة البحار ج 1، ص 75، 376.

[2] سفينة البحار ج 1، ص 75، 376.

[3] سفينة البحار ج 1 ص 376.

[4] آداب السلوك ص 90، فروع الكافي ج 6 ص 469.

[5] الكافي ج 473، 6، البحار ج 48 ص 10.

[6] ص 232، نورالأبصار للشبلنجي ص 148.

[7] نفس المصدر.