وصاياه
وصيته لهشام بن الحكم و صفته للعقل.
و هي وصية طويلة جدا (مؤلفة من أربعة عشر صفحة) و هي عالم
[ صفحه 189]
بكامله في علم الأخلاق، اذ لو لم يرد عن آل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سوي هذه الوصية لكفت لسالك طريق الله.
و لو استنار بهداها شيعة آل البيت، لكانوا قادة الأمم، خلقا و خلقا، و علما و...
و لكنهم رضوا بالقشور دون اللباب.
و لنذكر مقتطفات منها:
يا هشام: لو كان في يدك جوزة و قال الناس [في يدك] لؤلؤة ما كان ينفعك و أنت تعلم أنها جوزة، و لو كان في يدك لؤلؤة و قال الناس: انها جوزة ما ضرك و أنت تعلم أنها لؤلؤة.
يا هشام: ما من عبد الا و ملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع الا رفعه الله، و لا يتعاظم الا وضعه الله.
يا هشام: الصبر علي الواحدة علامة قوة العقل.
يا هشام: ان العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة، و لم يرضي بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم.
يا هشام: ان كل الناس يبصر النجوم، و لكن لا يهتدي بها الا من يعرف مجاريها و منازلها، و كذلك أنتم تدرسون الحكمة، و لكن لا يهتدي بها منكم الا من عمل بها.
يا هشام: رحم الله من استحيا من الله حق الحياء، فحفظ الرأس و ما حوي، و البطن و ما وعي، و ذكر الموت و البلي، و علم أن الجنة محفوفة بالمكاره، و النار محفوفة بالشهوات.
يا هشام: من كف نفسه عن أعراض الناس، أقاله الله عثرته يوم القيامة، و من كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.
يا هشام: أفضل ما يتقرب به العبد الي الله بعد المعرفة به، الصلاة و بر الوالدين، و ترك الحسد و العجب و الفخر.
يا هشام: من صدق لسانه زكي عمله، و من حسنت نيته زيد في رزقه، و من حسن بره باخوانه و أهله مد في عمره.
[ صفحه 190]
يا هشام: مثل الدنيا مثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتي يقتله.
يا هشام: اياك و الكبر، فانه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، الكبر رداء الله، فمن نازعه رداءه أكبه الله في النار علي وجهه.
يا هشام: ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فان عمل حسنا استزاد منه، و ان عمل سيئا استغفر الله منه و تاب اليه.
يا هشام: مجالسة أهل الدين شرف الدنيا و الآخرة، و مشاورة العاقل الناصح، يمن و بركة و رشد و توفيق من الله، فان أشار عليك العاقل الناصح، فاياك و الخلاف فان في ذلك العطب.