بازگشت

ازواجه


من الملفت للنظر أن الامام الكاظم (ع) تزوج كثيرا من النساء، و كلهن جوار، و لم يتزوج حرة قط، اضافة الي عدم ذكر أسماء و عدد تلك الجواري تفصيلا، و لعل ذلك يرجع لأمور. منها.

1 - رفع مستوي الجواري، و عدم نبذهن في المجتمع للخدمة فقط، أو لقضاء الحاجات.

2 - الجارية اذا ولدت من حر، فانها تصبح أم ولد و تتشبث بالحرية، و تعتق من مال ولدها بعد موت سيدها، فأراد الامام (ع) التقليل من الجواري بهذه الطريقة.

3 - الجارية اذا كانت زوجة، فانها أشد ما تكون قريبة لسيدها، و بهذا ستتحلي بالأخلاق الفاضلة، و التعاليم السامية، و قد ترجع الي عشيرتها بعد موت سيدها و تنشر التعاليم الاسلامية في بلاد الروم أو الترك أو...

4 - لا يجوز نكاح الأمة علي الحرة الا باذنها [1] ، فقد لا يجد الامام (ع) تلك المرأة الصالحة التي تتحلي بالأخلاق الاسلامية العليا، التي منها أن تأذن لزوجها الامام (ع) أن يتزوج بما شاء من الاماء لغاية في نفسه، كالاكثار من الذرية، مع تخليها عن الغيرة و الحسد و...



[ صفحه 32]



و مما يؤكد اهتمام الامام (ع) باكثار ذرية بني أبي طالب، قوله (ع) لهارون الرشيد عندما أراد به كيدا ثم عفا عنه. بمعجزة سيأتي بيانها. و أكرمه بخلع و بدرتان دنانير، قال (ع): والله لو لا أني أري أن أزوج بها من عزاب بني أبي طالب لئلا ينقطع نسله أبدا ما قبلتها» [2] .

5 - الأمة بما أنها أخذت أسيرة و اشتريت، فانها ستكون ألين و أطوع، و لن يقع التنازع غالبا بين الاماء أنفسهن، بخلاف الحرائر...

اضافة الي قلع جذور العصيبة و القبلية من النفوس، و هي النظر الي الحسب و النسب عند ارادة التزويج، مع عدم الالتفات الي الجانب و العنصر الأهم في المرأة - و هو دينها و أخلاقها - لا جمالها و مالها و نسبها.

نعم ذكرت بعض المصادر أنه تزوج بجارية من آل الزبير - حرة - و قال ما شي ء مثل الحرائر و اذا صحت الرواية، فانه لم ينجب من حرة قط [3] .

6 - ان سر زواجهم (ع) من اماء، هو أن الأمة غالبا من بلاد الروم أو الفرس أو الترك... و هذه تكون غير عربية، فمصاهرة الامام (ع) لهم، يعد فخرا لهم اذ قد يدخل قوم منهم في الاسلام من خلال ذلك، و بهذا (ع) يكون قد روج لتوسعة الرقعة الاسلامية، بحرب باردة، و هي الدعوة الي الله بعلمه لا بلسانه، و خاصة اذا رجعت الأمة الي بلادها و نقلت سيرة الامام (ع).


پاورقي

[1] منهاج الصالحين للسيد الخوئي، المعاملات 264، العروة الوثقي باب نكاح الاماء.

[2] عيون أخبار الرضا ج 1 ص 77.

[3] كشف الغمة ج 3 ص 29، الارشاد ص 283.