بازگشت

شبهة القاء النفس في التهلكة


و كم وضعنا في قفص الاتهام جراء عدم ادراك قوله تعالي (و لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة) [1] نعم التفسير بالرأي يجر الويلات.



[ صفحه 239]



فعد الغافلون و بالأحري الناقمون، الشهادة للشهداء في سبيل تحقيق العدالة في ربوع الأرض، انتحارا، و القاء للنفس في الهلكة، فعلي رأيهم، علي مصاصي الدماء التربع علي العرش، و الاشارة بأصابعهم الي الخدم، و علي العالم أجمع، الرضوخ الي أوامرهم، لأجل سد فوهتهم بلقمة العيش.

فأين الحرية، و العزة، و الكرامة، و الشهامة!!!

فالامام الكاظم (ع) و ان علم بمصيره المحتوم، بوقوفه في وجوه الجبابرة و لكنه أحيي خط الامامة.

أما عند أكله التمر المسموم أو غيره، فهل علم بأن هذا مسموما؟!

نرجع في حل هذه المعضلة الي الاخبار:

1 - عن ابراهيم ابن أبي محمود عن بعض أصحابنا قال قلت للرضا (ع) الامام يعلم اذا مات؟ قال: نعم، يعلم بالتعليم حتي يتقدم في الأمر. قلت: علم أبوالحسن (ع) بالرطب و الريحان المسمومين اللذين بعث اليه يحيي بن خالد؟ قال: نعم. قلت: فأكله و هو يعلم؟ قال: أنساه لينفذ فيه الحكم [2] .

و في رواية مشابهة، قلت: فأكله و هو يعلم فيكون معينا علي نفسه؟ فقال: لا يعلم قبل ذلك، ليتقدم فيما يحتاج اليه، فاذا جاء الوقت ألقي الله علي قلبه النسيان ليقضي فيه الحكم [3] .

فالقسم الأول يرد ذلك الي نسيان الامام بتلك اللحظة المعينة.

2 - لما قدمت للامام (ع) مائدة البرمكي، رفع رأسه (ع) قائلا «يا رب انك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت أعنت علي نفسي» [4] فأكل (ع) فمرض، و كانت وفاته علي أثرها. و تؤكد رواية أخري أن هارون بعث بسم في رطب الي السندي و أمره أن يقدمه اليه، و يحتم عليه في تناوله ففعل [5] .



[ صفحه 240]



فالامام (ع) في هذا القسم من الروايات كان مكرها أشد الاكراه في تناوله.

3 - عن عبدالله بن طاووس قال: قلت للرضا (ع) ان يحيي بن خالد سم أباك موسي بن جعفر صلوات الله عليهما؟ قال: نعم سمه في ثلاثين رطبة.

قلت له فما كان يعلم أنه مسمومة؟ قال: غاب عنه المحدث، قلت: و من المحدث؟ قال: ملك أعظم من جبرائيل و ميكائيل كان مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو مع الأئمة (ع) و ليس كلما طلب وجد [6] .

فالأئمة (ع) كما ورد في روايات متضافرة [7] و فيها الصحيحة أن معهم روح تسددهم، و هذا هو الملك المذكور، و لا مانع من كون ترك الملك لهم في هذه اللحظة من التسديد أيضا.


پاورقي

[1] سورة البقرة، آية: 195.

[2] بحارالأنوار ج 48 ص 236 - 235.

[3] بحارالأنوار ج 48 ص 236 - 235.

[4] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 327.

[5] عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 85.

[6] رجال الكشي ص 371.

[7] الكافي ج 1 ص 273.