بازگشت

وصية الامام الكاظم


انبري يراع عمر الامام، و نحف جسده، فكانت النحافة قوة في تسطير كلماته (ع) و جمالا في خط الرسالة، و عرضا في صالة التاريخ، يطفو علي لائحته الخطوط السوداء التي تكشف للناظرين، قساوة الظلم الذي أحاط به (ع). و قبل حلول المنية أوصي (ع) فكان مما قال: بعد الشهادتين و الاقرار بالأصول و الفروع.

و أوصيت بها الي علي ابني، و بني بعده ان شاء و آنس منهم رشدا، و أحب اقرارهم فذلك له، و ان كرههم و أحب أن يخرجهم فذلك له، و لا أمر لهم معه، و أوصيت اليه بصدقاتي و أموالي و صبياني الذين خلفت، و ولدي و الي ابراهيم و العباس و اسماعيل و أحمد و أم أحمد، و الي علي أمر نسائي دونهم...

ثم قال (ع) و ليس لأحد أن يكشف وصيتي و لا ينشرها و هي علي ما ذكرت و سميت فمن أساء فعليه و من أحسن فلنفسه، و ما ربك بظلام للعبيد،



[ صفحه 241]



و ليس لأحد من سلطان و لا غيره أن يفض كتابي الذي ختمت عليه أسفل، فمن فعل فعليه لعنة الله و غضبه و الملائكة بعد ذلك ظهير و جماعة المسلمين و المؤمنين، و ختم موسي و الشهود.

فقال العباس بن موسي (ع) لابن عمران القاضي الطلحي: ان أسفل هذا الكتاب كنز لنا و جوهر يريد أن يحتجزه دوننا، و لم يدع أبونا شيئا الا جعله له، و تركنا عالة، فوثب عليه ابراهيم بن محمد الجعفري فأسمعه، و وثب اليه اسحاق بن جعفر ففعل به مثل ذلك.

فقال العباس للقاضي: أصلحك الله فض الخاتم و اقرأ ما تحته فقال: لا أفضه لا يلعنني أبوك، فقال العباس أنا أفضه قال: ذلك اليك. ففض العباس الخاتم فاذا فيه اخراجهم من الوصية، و اقرار علي وحده، و ادخاله اياهم في ولاية علي ان أحبوا أو كرهوا و صاروا كالأيتام في حجره، و أخرجهم من حد الصدقة و ذكرها.

ثم التفت علي بن موسي الي العباس فقال: يا أخي اني لأعلم أنه انما حملكم علي هذا الغرام و الديون التي عليكم.

فانطلق يا سعد فعين لي ما عليهم و اقضه عنهم، و اقبض ذكر حقوقهم و خذ لهم البراءة، فلا والله لا أدع مواساتكم و بركم ما أصبحت و أمشي علي ظهر الأرض، فقولوا ما شئتم.

فقال العباس: ما تعطينا الا من فضول أموالنا و ما لنا عندك أكثر، فقال: قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم، اللهم أصلحهم و أصلح بهم، و أخسأ عنا و عنهم الشيطان، و أعنهم علي طاعتك، والله علي ما نقول وكيل [1] .


پاورقي

[1] عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 33.