بازگشت

معجزة الامام للوصاية الي ولده الرضا


في ضمن الروايات الصحيحة [1] ذكرت معجزة الامام (ع) و هو في سجنه، اذ أن الشيعة الامامية تعتقد جزما، أن الأئمة (ع) لهم القدرة



[ صفحه 242]



بالسيطرة علي أي شي ء في الكون، كما في نبي الله سليمان بتسخير الريح له و الجن، بل ان وصيه أتي بعرش بلقيس بأقل من طرفة عين، و كذا معاجز موسي (ع) من احياء الحوت له، و شق البحر و.... مما لا يحصي من معاجز الأنبياء، و هذا مما يقره العقل و النقل. فما الحزازة أن يسخر الله الكون بأسره لمن اطاعه؟!!!

دعا الامام (ع) بالمسيب بن زهير، و ذلك قبل وفاته بثلاثة أيام، و كان موكلا به، فقال له: يا مسيب. قال: لبيك يا مولاي، قال: اني ظاعن في هذه الليلة الي المدينة، مدينة جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأعهد الي علي ابني ما عهده الي أبي، و أجعله وصيي و خليفتي و آمره أمري، قال المسيب: فقلت يا مولاي كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب و أقفالها، و الحرس معي علي الأبواب؟!

فقال: يا مسيب ضعف يقينك بالله عزوجل وفينا؟ قلت: لا يا سيدي، قال: فمه؟ قلت: يا سيدي ادع الله أن يثبتني، فقال: اللهم ثبته، ثم قال: اني أدعو الله عزوجل باسمه العظيم الذي دعا آصف حتي جاء بسرير بلقيس، و وضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه اليه، حتي يجمع بيني و بين ابني علي بالمدينة.

قال المسيب فسمعته (ع) يدعو ففقدته عن مصلاه، فلم أزل قائما علي قدمي حتي رأيته قد عاد الي مكانه، و أعاد الحديد الي رجليه، فخررت لله ساجدا لوجهي شكرا علي ما أنعم به علي من معرفته.

فقال لي: ارفع رأسك يا مسيب، و اعلم أني راحل الي الله عزوجل، في ثالث هذا اليوم قال: فبكيت فقال لي: يا مسيب فان عليا ابني هو امامك و مولاك بعدي، فاستمسك بولايته فانك لن تضل ما لزمته فقلت: الحمد لله.

قال: ثم ان سيدي (ع) دعاني في ليلة اليوم الثالث فقال لي: اني علي ما عرفتك من الرحيل الي الله عزوجل، فاذا دعوت بشربة من ماء فشربتها، و رأيتني قد انتفخت و ارتفع بطني و اصفر لوني و احمر و اخضر و تلون ألوانا، فخبر الطاغية بوفاتي فاذا رأيت بي هذا الحدث فاياك أن تظهر عليه أحدا، و لا علي من عندي الا بعد وفاتي.



[ صفحه 243]



قال المسيب فلم أزل أرقب وعده حتي دعا (ع) بالشربة فشربها.

ثم دعاني: فقال لي: يا مسيب ان هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم أنه يتولي غسلي و دفني هيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا! فاذا حملت الي المقبرة المعروفة بمقابر قريش، فالحدوني و لا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات، و لا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به، فان كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي (ع) فان الله تعالي جعلها شفاء لشيعتنا و أوليائنا [2] .

ان المنغمس بالماديات، و لا يؤمن بماوراءالطبيعة (الميتافيزيقا) الا ما وقع عليه الحس، فله شأن آخر، فما دام لا يؤمن بروحه و عقله، فالكلام معه هراء.

أما بالنسبة لتأكيد الامام (ع) علي تربة الحسين الثائر (ع) ليبقي رمزا للأجيال حتي فناء الدهر.

أما اعادته القيود في رجليه (ع) حتي لا يؤخذ به المسيب أو يتهم، فالخوف يسيطر عليهم حتي في سجنه فقيد فيه أيضا، الي أن قتل (ع).


پاورقي

[1] معجم رجال الحديث (للسيد الخوئي) ج 18 / 162.

[2] عيون أخبار الرضا ج 1 ص 102.