بازگشت

الاصلاح بين الناس


لا يكفي في الاسلام أن يكون المسلم مستقيما في حياته الفردية متجنبا الاضرار بالناس، بل المطلوب منه و الخير له أن ينتقل سعيه الذاتي الي الاصلاح



[ صفحه 158]



بين الناس الذين يعيش معهم. ذلك ان الاصلاح بين الناس من أهداف المسلمين المؤمنين، لأن المؤمن مرآة أخيه، يحب له ما يحب لنفسه و يكره له ما يكره لها. فعلي المؤمنين شرعا أن يسعوا للاصلاح كيما يتفاقم الشر و يتطور النزاع، فمن عداوة بين شخصين الي عداوة بين قبيلتين، و ربما يتحول الي سفك دماء، و كثيرا ما يحصل أن تقسم الأمة الي جماعات لا هم لهم سوي الثأر و النكاية و الاضرار.

و الاصلاح بين الناس لا يصدر الا من قلوب نبيلة و نفوس تحب الناس كافة و تسعي من أجلهم و تعمل لخيرهم. من هنا يأتي الخير و النفع للمجتمع، و من هنا تتوثق الروابط الاجتماعية بين الناس وحدة متعاونة علي البر و التقوي. لذلك أمر الله المؤمنين بالسعي للاصلاح بين اخوانهم. قال تعالي: (انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم) [1] .

كما دعاهم عزوجل للقيام بالاصلاح بين المؤمنين في حال النزاع.

قال تعالي: (و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما علي الأخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفي ء الي أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل...) [2] .

و الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله و سلم قال: «الخلق كلهم عيال الله، و أقربهم اليه أنفعهم لعياله» فبقدر ما نفيد عيال الله، بقدر ما نحسن اليهم و نصلح بينهم و نقترب من مرضاته تعالي أكثر.

و الامام الكاظم عليه السلام حث أصحابه علي الاصلاح بين الناس كما شجعهم علي الاحسان لمن أساء اليهم؛ و بين لهم عاقبة المحسنين و المصلحين و ما لهم من الأجر عند الله. فقال عليه السلام:

«ينادي مناد يوم القيامة ألا من كان له أجر علي الله فليقم، فلا يقوم الا من عفا و أصلح».



[ صفحه 159]




پاورقي

[1] سورة الحجرات، الآية: 10.

[2] سورة النساء، الآية: 114.