بازگشت

حسن الجوار


من أخلاق الاسلام العظيمة حفظ الجوار فهو من الفضائل التي دعا اليها الله في كتابه العزيز، و هو نعمة من نعمه لأن الجار اذا كان صادقا في قوله و أمينا في معاملته، و حافظا حقوق جاره يكون الجار الآخر في أمن و أمان و اطمئنان منه، اذ انه يحفظه حاضرا و غائبا.

و الجار الأمين صديق لجاره و أنيس له، يساعده في حاجاته، و يعوده في مرضه و يخفف عنه أثناء شدته يقول المثل السائر: اسأل عن الجار قبل الدار، و عن الرفيق قبل الطريق. و قال بعضهم: اذا بعت داري فلا أبيع جاري.

و روي عن لقمان أنه قال لابنه:



و اعرف لجارك حقه

و الحق يعرفه الكريم



فمن أين لنا في هذه الأيام الجار الكريم الذي يعرف واجبه تجاه جاره؟!! الحياة الانسانية حياة اجتماع و سعادة، و الوحدة بين البشر أمر طبيعي دعت اليها الحاجة الحياتية. من هنا قال علماء الاجتماع: الانسان مدني بالطبع. لأن الانسان بطبيعته و طبعه اجتماعي ألوف و لا خير في امري ء لا يألف و لا يؤلف. قال عزوجل في التآزر و التكاتف: (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا..) [1] و قال الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله و سلم: «الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، و جار له حقان، و جار له ثلاثة حقوق. فالجار الذي له ثلاثة حقوق، الجار المسلم ذو الرحم، فله حق الجوار، و حق الاسلام، و حق الرحم. و أما الذي له حقان: فالجار المسلم له حق الجوار و حق الاسلام، و أما الذي له حق واحد فالجار المشرك [2] .

و عن الامام زين العابدين عليه السلام: «و أما حق جارك، فحفظه غائبا، و اكرامه شاهدا، و نصرته اذا كان مظلوما، و لا تتبع له عورة، فان علمت عليه سوء سترته عليه، و ان علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك و بينه، و لا تسلمه عند



[ صفحه 160]



شديدة، و تقيل عثرته، و تغفر ذنبه، و تعاشره معاشرة كريمة، و لا قوة الا بالله».

و الامام الكاظم عليه السلام أوصي أصحابه بالاحسان الي الجار و الصبر علي تحمل الأذي و المكروه منه قال عليه السلام:

«ليس حسن الجوار كف الأذي، و لكن حسن الجوار الصبر علي الأذي» اللهم اعطنا القدرة علي تحمل أذي جيراننا، و لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا انك أنت السميع العليم.


پاورقي

[1] سورة آل عمران، الآية: 103.

[2] احياء علوم الدين للغزلي.