بازگشت

اغاثة المستجير


في التعاليم الاسلامية الهامة التي دعت اليها الرسالة النبوية و أوجبت علي المسلمين العمل علي تطبيقها اغاثة المستجير، أو الملهوف، و هي دعامة متينة من دعائم البناء الاجتماعي في الاسلام. و قد أرسل الله تبارك و تعالي النبيين ليرشدوا الناس الي النور، الي الصراط المستقيم، ولو أهمل تطبيق الشريعة الاسلامية لاستشري الانحلال الأخلاقي في المجتمع البشري، و بذلك يكون اغاثة الملهوف من أوجب الواجبات التي تترتب علي الفرد في المجتمع الاسلامي المصون، و بصورة خاصة في أيامنا هذه حيث أصبحنا في عصر استولت علي قلوب البشر المداهنة و المداراة، و نسوا أو تناسوا الخالق الذي أمرهم بالمحبة و الأخوة، فاسترسلوا في اتباع أهوائهم و انانيتهم بلا حدود، فعمت الفتن، و شاعت الجهالة و ضاعت الفضائل الأخلاقية حتي أصبحت تصرخ و تستغيث: انقذوني! أنقذوني! من براثن الأنانية. لذلك: أوجد الله وجود جماعة من أولي الحل و العقد يمثلون الأمة و يراقبون سياستها و سير أعمالها. هذه الجماعة قصدها الله سبحانه بقوله:

(و لتكن منكم أمة يدعون الي الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و اولئك هم المفلحون) [1] .

و هذه المسؤولية لا تقع علي عاتق هؤلاء الجماعة فقط، بل من واجب كل مؤمن و مؤمنة التصدي للظلم، و الدعوة الي الخير، و مساعدة اخوانه المحتاجين، فهم ان لم يكونوا اخوة لنا في الدين فهم أسوة في الخلق.



[ صفحه 161]



و الامام الكاظم عليه السلام: حث أصحابه علي اغاثة المستجير، و قضاء حاجة المحتاجين فقال: «من قصد رجل من اخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره و يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عزوجل» [2] .

و قد أمرهم بقضاء حاجة الناس فقال عليه السلام: «من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فانما هي رحمة من الله تبارك و تعالي ساقها اليه، فان قبل ذلك فقد وصله بولايتنا، و هو موصول بولاية الله، و ان رده علي حاجته و هو يقدر علي قضائها سلط الله عليه شجاعا ينهشه في قبره الي يوم القيامة».

و قال عليه السلام في فضل من يقضي حاجة أخيه المؤمن:

«ان لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة، و من أدخل علي مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة» [3] .


پاورقي

[1] سورة آل عمران، الآية: 104.

[2] الوسائل باب الأمر بالمعروف.

[3] المصدر نفسه.