بازگشت

السخاء و حسن الخلق


لقد حث القرآن الكريم علي حسن الخلق و رغب فيه و دعا اليه بأسلوب هو غاية في الروعة و الاداء، فيه التشوق الي العطاء الذي ما بعده من عطاء. ألا و هو



[ صفحه 163]



قرض الله قرضا حسنا و هل هناك أكرم و أعظم من هذا الذي نقرضه؟ انه العلي القدير، الرحمان الرحيم رب العالمين فاطر السماوات و الأرض صاحب العرش العظيم. قال تعالي: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة و الله يقبض و يبسط و اليه ترجعون) [1] .

فأي تلطف من رب العالمين تبارك و تعالي في هذا التعبير الذي يجعل الاحسان بمثابة الاقراض و انما يقترض المحتاج و الله غني عن العالمين حيث له ملك السماوات و الأرض و من فيهن. و لقد جاء التعبير بمثل هذه الصورة نيابة عن الفقراء و المحتاجين و دفاعا عنهم. و ما قيمة امري ء يبخل باقراض بعض المال لواهبه الذي سيرده بلا ريب أضعافا مضاعفة!! و الامام الكاظم عليه السلام لهذا كله حث أصحابه علي التحلي بالسخاء و حسن الخلق قال عليه السلام:

«السخي الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلي الله عنه، حتي يدخله الجنة، و ما بعث الله نبيا الا سخيا، و ما زال أبي يوصيني بالسخاء و حسن الخلق...».

و قد عمل عليه السلام بوصية أبيه عليه السلام ثم بوصية جده صلي الله عليه و اله و سلم الرسول الأكرم الذي قال: «ألا أخبركم بأحبكم الي و أقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون و يؤلفون...» [2] .


پاورقي

[1] سورة البقرة، الآية: 245.

[2] المجازات النبوية للشريف الرضي ج 1، ص 187. و الكنف: الجانب. الموطئون: الذين يدوس الناس جانبهم فلا يؤذون و لا يزعجون.