بازگشت

الصبر و فضله


من الصفات الحميدة التي يتحلي بها المؤمنون، الصبر، فهو المحك لقوة ايمان الانسان و صلابة ارادته تجاه النوائب و المصائب التي تحل به.

قال تعالي: (و لنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [1] .

و قال تعالي أيضا: (و جلعنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) [2] .

و قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم بما معناه: «من أقل ما أوتيتم اليقين و عزيمة الصبر،



[ صفحه 167]



و من أعطي حظه منهما لم يبال ما فاته من قيام الليل و صيام النهار».

و سئل صلي الله عليه و اله و سلم عن الايمان؟ فقال: الصبر و السماحة.

و قال الامام الباقر عليه السلام: «الجنة محفوفة بالمكاره و الصبر. فمن صبر علي المكاره في الدنيا دخل الجنة، و جهنم محفوفة بالملذات و الشهوات فمن أعطي نفسه لذتها و شهوتها دخل النار».

و قال الامام الصادق عليه السلام: «من ابتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد».

و قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: «بني الايمان علي أربع دعائم: اليقين، و الصبر، و الجهاد، و العدل».

و الامام الكاظم عليه السلام: سار علي نهج أبيه و جده فاوصي أصحابه بالتمسك بالصبر ان نزلت بهم كارثة أو حل بهم خطب، فان الجزع يذهب بالأجر الذي أعده الله للصابرين فقال عليه السلام بما مضمونه:

«المصيبة لا تكون مصيبة يستوجب صاحبها أجرها الا بالصبر و الاسترجاع عند الصدقة».

و قال عليه السلام عقب البلاء الذي أصابه من الحكام العباسيين:

«ان الصبر علي البلاء أفضل من العافية عند الرخاء».

و لكن أين الرخاء؟ في سجون هارون الرشيد و الهادي.!!

و قال عليه السلام: «المصيبة للصابر واحدة و للجازع اثنتان».

أما الذين صبروا علي البلاء مثل الامام الكاظم و أبيه و أجداده فقال الله سبحانه و تعالي عنهم: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) [3] .


پاورقي

[1] سورة النحل، الآية: 96.

[2] سورة السجدة، الآية: 24.

[3] سورة القصص، الآية: 54.