بازگشت

عيوب النفس


ان لمختلف أنماط السلوك أثرا في الأشخاص لا يوصف ايجابيا أو سلبيا. و من عيوب النفس الغرور: ان الغرور و حب التغلب و الارتفاع غالبا ما يمنع الانسان من أن يدرك حدود نقائصه، و من أن يقف علي حدود قدراته و طاقاته.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام «رضا العبد عن نفسه برهان سخافة عقله» [1] .

و ان الأمر الذي يمنع من نمو استقلالية شخصيته، و يسبب في توقف نموه النفسي و جموده، هو عدم اطلاعه علي ما في وجوده من نقائص مما يجعل الانسان لا يهتم أبدا بسد تلك النقائص و ترميمها.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «الراخي عن نفسه مستور عنه عيبه، ولو عرف فضل غيره كفاه ما به من النقص و الخسران» [2] .

عن علي بن سويد، قال: سألت أباالحسن عليه السلام عن العجب الذي يفسد



[ صفحه 182]



العمل، فقال: العجب درجات: منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب أنه يحسن صنعا. و منها ان يؤمن العبد بربه فيمن علي الله عزوجل و لله المنة عليه [3] .

و في ذلك قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام «العجب يفسد العقل» [4] .

و نجد كثيرا من أولئك الذين يتلفون طاقاتهم الروحية من دون أن يفيدوا منها في تحسين وضعهم الشخصي و الاجتماعي، و من دون أن يكون لهم أدني اطلاع عن القوي المخبوءة و الطاقات العجيبة في نفوسهم، اللهم الا أن تتفق أرضية مساعدة لهم علي ابراز استعداداتهم المثمرة، و كم من قدرات مفيدة تذهب هدرا علي أثر عدم اطلاع أصحابها عن كيفية و مستوي اقتدارها و حسن استثمارها.

جاء في غررالحكم من أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: «من طلب عيبا وجده».

و قال الامام الكاظم عليه السلام: «يا هشام ان العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به، و أكثر الصواب في خلاف الهوي، و من طال أمله ساء عمله».

و قال الامام الكاظم عليه السلام أيضا: «من تعظم في نفسه لعنته ملائكة السماء و ملائكة الأرض، و من تكبر علي اخوانه و استطال عليهم فقد ضاد الله و من ادعي ما ليس له فهو أغني لغير رشده».

أما الذين يصابون بالعقد و الآلام النفسية، أو يعانون كابوس اليأس و القنوط، هم في الواقع أناس غير مطلعين علي استعداداتهم و امكاناتهم و طاقاتهم الكامنة فيهم، كي يسدوا عوزهم بالافادة مما فيهم من قوي و طاقات، و يستبدلوا ما فيهم من نقص بالكمال، و لذا فمن الضروري لهؤلاء السعي الحثيث لاكتشاف أنفسهم. و قد أكد العلماء علي معرفة النفس ضمن الأمور التي ترتبط منها بالانسان كذلك في العهد الحاضر يعد تعلم أصول معرفة النفس من أهم المواضيع في علم النفس الطبي، هذا و العصر الحاضر عصر الدراسات العميقة بشأن الطبيعة الانسانية و عصر علم النفس بالمعني الفني و الاختصاصي العام.



[ صفحه 183]




پاورقي

[1] غرر الحكم، ص 424.

[2] غرر الحكم ص 95.

[3] الكافي ج 2، ص 313.

[4] غررالحكم ص 26.