بازگشت

مع أبي يوسف


أمر هارون الرشيد أبايوسف [1] أن يسأل الامام عليه السلام بحضرته لعله أين يبدي عليه العجز فيتخذ من ذلك وسيلة للحط من كرامته، و لما اجتمع عليه السلام بهم وجه اليه أبويوسف السؤال التالي:

- ما تقول في التظليل للمحرم؟ قتل الامام: لا يصلح.

- فيضرب الخباء في الأرض و يدخل البيت؟ قال الامام: نعم.

- فما الفرق بين الموضعين؟

- ما تقول في الطامث أتقضي الصلاة؟ قال أبويوسف: لا.

- أتقضي الصوم؟ نعم. و لم؟ هكذا جاء هذا.

- فسكت أبويوسف و لم يطق جوابا و بدا عليه الخجل و العجز فقال هارون:

- ما أراك صنعت شيئا؟

- رماني بحجر دامغ [2] .

و تركهما الامام عليه السلام و انصرف بعد أن خيم عليهما الحزن و الشقاء. و لا عجب فالامام عليه السلام هو ابن الامام جعفر الصادق الذي أسس الجامعة الاسلامية و وضع مناهجها العلمية الأصيلة، و هو سر أبيه عليه السلام.


پاورقي

[1] أبويوسف هو يعقوب بن ابراهيم الأنصاري، ولد سنة 113 ه، و توفي في بغداد سنة 182 ه و كان من أصحاب الحديث ثم غلب عليه الرأي و أخذ الفقه عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلي ثم عن أبي حنيفة و ولي القضاء لهارون الرشيد حتي لقب بقاضي القضاة. و كان يقضي ببغداد سنة 166 في أيام خروج الهادي. تحف العقول ص 300 و طبقات الفقهاء ص 113 و الارشاد ص 318.

[2] المناقب ج 3 ص 429.