مع علماء النصاري
جاء قطب من أقطاب النصاري و من علمائها النابهين يدعي (بريهة) كان يطلب الحق و يبغي الهداية. اتصل بجميع الفرق الاسلامية و أخذ يحاججهم فلم يقتنع و لم يصل الي الهدف الذي يريده، حتي وصفت له الشيعة و وصف له هشام بن الحكم، فقصده و معه نخبة كبيرة من علماء النصاري، فلما استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية و العقائدية فأجابه عنها هشام ثم ارتحلوا جميعا الي التشرف بمقابلة الامام الصادق عليه السلام و قبل الالتقاء به اجتمعوا بالامام الكاظم فقص عليه هشام مناظراته و حديثه مع العالم النصراني (بريهة). فالتفت عليه السلام الي بريهة قائلا له:
- يا بريهة كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم.
- كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقني بعلمي به!!
فأخذ عليه السلام يقرأ عليه الانجيل و يرتل عليه فصوله فلما سمع ذلك بريهة آمن بأن دين الاسلام حق و أن الامام من شجرة النبوة فانبري اليه قائلا: اياك كنت أطلب منذ خمسين سنة، أو مثلك!!
ثم انه أسلم و أسلمت معه زوجته و قصدوا جميعا والده الامام الصادق عليه السلام فحكي له هشام الحديث و اسلام بريهة علي يد ولده الكاظم فسر عليه السلام بذلك و التفت قائلا له: (ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم) [1] .
و انبري بريهة الي الامام الصادق عليه السلام قائلا:
- جعلت فداك، أني لكم التوراة و الانجيل و كتب الأنبياء؟!!
[ صفحه 193]
- قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرأوها، و نقولها كما قالوها: ان الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شي ء فيقول: لا أدري.
و بعدها لزم بريهة الامام الصادق عليه السلام و صار من أخلص أصحابه، و لما انتقل الامام الي دار الخلود اتصل بالامام الكاظم عليه السلام حتي توفي في عهده [2] و لا عجب فالامام المعصوم هو الحجة.
قال أبوالحسن عليه السلام: «ان الأرض لا تخلو من حجة و أنا و الله ذلك الحجة» [3] .
پاورقي
[1] سورة آل عمران، الآية: 24.
[2] البحار ج 4 ص 147.
[3] الكافي ج 1 ص 179.