بازگشت

علي بن يقطين


ولد بالكوفة سنة 124 ه في أواخر دولة الأمويين، و نشأ و ترعرع علي أرضها؛ كان أبوه يقطين يحمل الأموال و الألطاف الي الامام الصادق عليه السلام، طلبه مروان الحمار فهرب منه و هربت زوجته بولديها علي و عبيدالله الي المدينة، و لما زالت الدولة الأموية و قامت الدولة العباسية عادت بولديها الي وطنها و في ذلك الوقت انتشر صيت يقطين، فقد اتصل بالسفاح و بالمنصور و المهدي ثم وشي عليه بأنه يذهب الي (الامامة) و لكن الله تعالي صرف عنه كيد الغادرين و لما توفي قام ولده علي مقامه فاتصل اتصالا وثيقا بالعباسيين و تولي بعض المناصب المهمة في الدولة، و كان في الوقت نفسه عونا و غوثا للشيعة، يدفع عنهم الخطوب، و كان من عيون المؤمنين الصالحين، فكان يستنيب جماعة في كل سنة ليحجوا عنه، فقد حدث سليمان بن الحسين كاتبه فقال: أحصيت لعلي بن يقطين من يحج عنه، في عام واحد مائة و خمسين كاتبه فقال: أحصيت لعلي بن يقطين من يحج عنه، في عام واحد مائة و خمسين رجلا، أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم، و أكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم. و قد انفق أموالا ضخمة في وجوه البر و الاحسان منها أنه أوصل الامام موسي عليه السلام بصلات كبيرة تتراوح ما بين المائة ألف درهم الي ثلاث ماية ألف درهم، و قد زوج ثلاثة من أولاد الامام منهم أبوالحسن الرضا عليه السلام، كما دفع ثلاثة آلاف دينار للوليمة، و كان يعول بعض عوائل الشيعة. فقد قام بنفقة الكاهلي و عياله حتي توفي، الي غير ذلك من وجوه البر و الاحسان كل ذلك يدل علي ايمانه و حسن عقيدته.



[ صفحه 221]



تقلد علي منصب أزمة في أيام المهدي، و من بعده عينه هارون وزيرا له، و قد تقدم بطلب الي الامام موسي عليه السلام يطلب منه الاذن في ترك منصبه و الاستقاله منه فنهاه عن ذلك و قال له:

«يا علي ان لله تعالي أولياء مع أولياء الظلمة يدفع بهم عن أوليائه و أنت منهم يا علي». و قد سمح له الامام في بقائه في وظيفته ليقوم بالافراج عن الشيعة الذين اضطهدتهم السلطات العباسية حتي حرمتهم من جميع الحقوق المشروعة.

كان الامام عليه السلام يكن لعلي أخلص الود و الولاء، فقد زاره يوما فقال عليه السلام لأصحابه: من سره أن يري رجلا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم فلينظر الي علي بن يقطين.

فانبري اليه بعض الحاضرين قائلا: أهو من أهل الجنة؟

فقال الامام عليه السلام: أما أنا فاشهد أنه من أهل الجنة.

كان الامام عليه السلام حريصا علي ابن يقطين، و كان يخاف عليه من سطوة هارون و بطشه، لأن أمر تشيعه لم يكن خافيا علي العملاء الذين يتقربون الي السلطة بكل وسيلة، و قد علم عليه السلام أنهم لا يتركونه حتي يقضون عليه، فتصدي الي تسديده و رفع الخطر عنه. فقد رد له «الدراعة المذهبة «التي أهداها له هارون حتي لا يكشف أمره.

مؤلفاته: كان علي بن يقطين من عيون أهل العلم و من الفضلاء المعروفين في عصره و هذه بعض مؤلفاته:

1 - «الملاحم» أخذها من الامام الصادق عليه السلام.

2 - «مناظرة الشاك».

3 - «المسائل» أخذها من الامام موسي عليه السلام.

و قد ورد في الفهرست للشيخ الطوسي أن الذين أخبر بهذه الكتب محمد بن محمد بن النعمان، و الحسين بن عبيدالله و محمد بن الحسن [1] .



[ صفحه 222]



وفاته: انتقل علي بن يقطين الي دار الحق بمدينة السلام سنة 182 ه.

و له من العمر سبع و خمسون سنة، و كان الامام موسي عليه السلام آنذاك في ظلمات السجون [2] .


پاورقي

[1] الفهرست لابن النديم ص 328، و الفهرست للشيخ الطوسي.

[2] الكشي ص 270.