بازگشت

المفضل بن عمر


الجعفي الكوفي، من كبار العلماء، و من عيون المتقين و الصالحين، و من أفذاذ عصره، له منزلة مرموقة و مكانة عليا عند أهل البيت عليهم السلام.

ولادته: ولد بالكوفة في نهاية القرن الأول، في أيام الامام الباقر عليه السلام.

نشأته: و نشأ بالكوفة في وقت كان الجو السياسي مضطربا، و كانت الأحزاب السياسية و الجمعيات الدينية منتشرة في جميع أنحاء العالم الاسلامي، و خصوصا بالكوفة، فقد كانت مصدر الانطلاق لجميع الأحزاب، و نشأ المفضل في وسط هذا الخضم الهائل، و قد تغذي بحب أهل البيت عليهم السلام، فاتصل بهم اتصالا وثيقا.

وثاقته: كان من عيون الثقات الصالحين، و من ذوي البصيرة في دينهم و الدليل القاطع علي ورعه وكالته عن الامام الصادق و الكاظم عليهماالسلام في قبض أموالهما، و قبض الحقوق الشرعية الراجعة لهما و صرفها بحسب نظره من اصلاح ذات البين و اعطائها للفقراء و البائسين، و بلا شك ان هذا التفويض ينم علي سمو منزلته و ثقته عندهم عليهم السلام قال في حقه الامام الصادق عليه السلام: «نعم العبد و الله الذي لا آله الا هو المفضل بن عمر الجعفي». و قال في حقه أيضا الامام الرضا في تأبينه: «ان المفضل كان أنسي و مستراحي» و أخبار كثيرة تدل علي ايمانه الصادق و ورعه و اجتهاده في طاعة الله تعالي.

علمه: كان من كبار العلماء و من قادة الفكر في عصره، اقتبس العلوم من الامام الصادق عليه السلام اختص به سنين طويلة، و كان من عيون أصحابه الذين أخذوا العلم عنه، و يكفي للتدليل علي غزارة علمه كتابه القيم «توحيد المفضل» الذي أملاه عليه الامام الصادق عليه السلام. يعد الكتاب من مفاخر التراث الاسلامي الذي



[ صفحه 227]



يعتز به، و قد حقق الكتاب صدرالدين العاملي و أثني علي المفضل بقوله: «و من نظر في حديث المفضل المشهور عن الامام الصادق عليه السلام علم أن ذلك الخطاب البليغ، و المعاني العجيبة، و الألفاظ الغريبة، لا يخاطب الامام بها الا رجلا عظيما كثير العلم، ذكي الحس، أهلا بتحمل الأسرار الرفيعة، و الدقائق البديعة» [1] .

أقر الامام الصادق عليه السلام بمواهبه العلمية، فقد حدث الفيض بن المختار: فما أكاد أشك لاختلافهم في حديثهم حتي أرجع الي المفضل فيقضي من ذلك ما تستريح اليه نفسي و يطمئن اليه قلبي، فقال له الامام: أجل هو كذلك وعده الشيخ المفيد من ثقات الفقهاء الصالحين [2] .

مؤلفاته:

ألف المفضل عدة كتب مختلفة المواضيع تدل علي طول باعه في هذه العلوم و هذه بعضها:

1 - كتاب «يوم و ليلة».

2 - كتاب «فكر».

3 - كتاب «بدي ء الخلق و الحث علي الاعتبار».

4 - كتاب «علل الشرائع».

5 - كتاب «وصية المفضل».

وصيته للشيعة: أوصي المفضل جماعة من اخوانه الشيعة بهذه الوصية القيمة الحافلة بأخلاق أهل البيت عليهم السلام و آدابهم و سيرتهم و الحقيقة انها يمكن أن تكون درسا حافلا بالقيم و النصائح و منهاجا قويما في الاجتماع و الدين و الأخلاق لكل مسلم و مسلمة [3] .


پاورقي

[1] شرح توحيد المفضل ص 17.

[2] الارشاد للشيخ المفيد.

[3] تنقيح المقال ج 3، ص 237، و شرح توحيد المفضل ص 17، و الارشاد، و النجاشي ص 226.