ما قاله العلماء و العظماء في فضائله
أجمع المسلمون علي اختلاف مذاهبهم علي أفضلية أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة و أزكي السلام، و أعلميتهم، و رفعة منزلتهم، و سمو مقامهم و قرب مكانتهم من الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله و سلم كما تنافسوا في ذكر الكتابة عنهم و بيان سيرهم، و ذكر أحاديث الرسول صلي الله عليه و اله و سلم فيهم.
و لا غرو في ذلك بعد أن قرنهم الرسول صلي الله عليه و اله و سلم بالقرآن الكريم - كما في حديث الثقلين - و وصفهم بسفينة نوح التي من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق
[ صفحه 39]
و هوي... الي كثير من الأحاديث التي له صلي الله عليه و اله و سلم في بيان فضلهم، و التنويه بسمو مقامهم.
1 - قال هارون الرشيد لابنه المأمون: «هذا امام الناس، و حجة الله علي خلقه، و خليفته علي عباده» [1] .
2 - و قال أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني:
هو الامام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما، المسمي لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدين (كاظما) و هو المعروف عند أهل العراق ب(باب الحوائج) لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجة قط... له كرامات ظاهرة، و مناقب باهرة، انتزع قمة الشرف و علاها، و سما الي أوج المزايا فبلغ علاها... [2] .
3 - و قال عبدالله بن أسعد اليانعي:
الامام موسي كان صالحا عابدا، جوادا حليما، كبير القدر، و هو أحد الأئمة الاثني عشر المعصومين في اعتقاد الامامية، و كان يدعي بالعبد الصالح لعبادته و اجتهاده، و كان سخيا كريما، كان يبلغه عن الرجل ما يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها ألف دينار [3] .
4 - و قال خيرالدين الزركلي:
موسي بن جعفر الصادق بن الباقر، أبوالحسن، سابع الأئمة الاثني عشر عند الامامية، كان من سادات بني هاشم، و من أعبد أهل زمانه و أحد كبار العلماء الأجواد...» [4] .
5 - و قال محمد بن علي بن شهراشوب:
«و كان الامام أجل الناس شأنا، و أعلامهم في الدين مكانا، و أسخاهم بنانا،
[ صفحه 40]
و أفصحهم لسانا، و أشجعهم جنانا، قد خص بشرف الولاية، و حاز ارث النبوة، و تبوأ محل الخلافة، سليل النبوة، و عقيد الخلافة» [5] .
6 - و قال أحمد بن حجر الهيثمي:
و موسي الكاظم، هو وارث أبيه علما و معرفة و كمالا و فضلا سمي الكاظم لكثرة تجاوزه و حلمه، و كان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، و كان أعبد أهل زمانه، و أعلمهم و أسخاهم [6] .
7 - و قال الدكتور محمد يوسف موسي:
«و نستطيع أن نذكر أن أول من كتب في الفقه هو الامام موسي الكاظم الذي مات سجينا عام 183 ه و كان ما كتبه اجابة عن مسائل وجهت اليه تحت اسم (الحلال و الحرام) [7] .
8 - و قال علي بن عيسي الأربلي:
«مناقب الكاظم عليه السلام و فضائله و معجزاته الظاهرة، و دلائله و صفاته الباهرة، و مخاتله تشهد أنه افترع قمة الشرف و علاها و سما الي أوج المزايا فبلغ أعلاها، و ذللت له كواهل السيادة فركبها و امتطاها و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها و اصطفاها:
تركت و الحسن تأخذه
تصطفي منه و تنتجب
فانتقت منه أحاسنه
و استزادت فضل ما تهب [8] .
9 - و قال الشيخ سليمان المعروف بخواجة كلان:
«موسي الكاظم هو وارث أبيه جعفر بن محمد، علما و معرفة و كمالا و فضلا، سمي الكاظم لكثرة تجاوزه و حلمه، و كان عند أهل العراق معروفا بباب
[ صفحه 41]
قضاء الحوائج، و كان أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أسخاهم». [9] .
10 - و قال النسابة أحمد بن علي:
«كان موسي الكاظم عظيم الفضل، رابط الجأش، واسع العطاء، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ، و حلمه، و كان يخرج في الليل و في كمه صرر من الدراهم فيعطي من لقيه و من أراد بره، و كان يضرب المثل بصرة موسي و كان أهله يقولون: عجبا لمن جاءته صرة موسي فشكا القلة» [10] .
هذه بعض الآراء الموجزة التي دونها كبار العلماء و التي تحمل طابع الاكبار و التقدير للامام، و هذه الصفات التي اتصف بها هي السر في عظمته، و السر في اجماع العلماء علي اكباره، و اجماع المسلمين علي محبته. و سوف نوجزها بما يلي:
1 - أحلم الناس و أكظمهم للغيظ، يقابل الجاني عليه بالاحسان اليه.
2 - أعلم أهل زمانه، و أفقههم، يحل مشاكلهم و يساعدهم في قضاء حاجاتهم.
3 - أعبد أهل زمانه اجتهد في العبادة الي حد لا يجاريه أحد.
4 - كان من أجود الناس و أسخاهم و أنداهم كفا، يعطي بيمينه و لا تعرف به شماله، حتي أصبح يضرب به المثل فقالوا: (مثل صرر موسي).
5 - انه من أفصح الناس و أبلغهم، ورث الفصاحة من آبائه و أجداده.
6 - هو باب الحوائج عند الله، قد خصه تعالي بهذه الكرامة و منهحه بهذا اللطف، فضمن لمن توسل به أن يقضي حاجته و لا يرجع من عنده الا و هو مثلوج الفؤاد ناعم البال.
7 - أوصل الناس لأهله و رحمه.
8 - حافل بالتواضع و الورع و الزهد و دماثة الخلق.
9 - امام معصوم من أئمة المسلمين و من حجج الله علي خلقه.
[ صفحه 42]
هكذا كان الامام الكاظم الامام السابع من الأئمة الاثني عشر المعصومين يعالج بروحه الفواحة بالايمان و التقوي النفوس المريضة التي اترعت بالآفات الاجتماعية و الأنانية.
پاورقي
[1] أعيان الشيعة ج 3 ص 71.
[2] أئمتنا ج 1 ص 67 - 66.
[3] مرآة الجنان ج 1 ص 394.
[4] الأعلام ج 3 ص 108.
[5] المناقب ج 2 ص 383.
[6] الصواعق المحرقة ص 121.
[7] حياة الامام موسي بن جعفر ج 1 ص 175.
[8] كشف الغمة ص 255.
[9] ينابيع المودة ص 362.
[10] حياة الامام موسي بن جعفر ج 1 ص 175.