بازگشت

دروس مثالية من امام مثالي


أهل البيت و ما أدراك ما أهل البيت!! هم الصفوة المختارة التي اختارها الله جل و علا أعلاما منيرة علي دروب الحياة لعباده، و اجتباهم هداة لخلقه و حكاما عليهم، و ورثة لنبيه صلي الله عليه و اله و سلم و سدنة الرسالة الاسلامية الدائمة. فقهوا الأحكام فعنهم أخذت، و عرفوا الحلال من الحرام فكانوا الأدلاء الي الله، و المبشرين لدينه، و الموضحين لمنهجه، عنهم أخذ علم الكتاب المجيد و ما جاءت به السور.

و الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله و سلم أمر الأمة باتباعهم و طاعتهم و الامتثال لأمرهم، لكن حب الجاه و السلطان حدا بالمسلمين الي التزاحم علي الخلافة بعد وفاة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله و سلم، و النبي صلي الله عليه و اله و سلم لم يدفن بعد، فزعموا هذا الأمر خوف الفتنة التي سقطوا فيها و عانوا من ويلاتها.

علم المسلمون أن الخلافة لأهل البيت عليهم السلام لكنها تقلبت في أيدي غيرهم حتي وصلت الي معاوية بن أبي سفيان الذي شق عصا الاسلام، و أحدث الفتن بين المسلمين، و لم يكتف القدر بهذا حتي أورثها الي ابنه يزيد الفجور و الخمور و الرذيلة. و استمرت فيهم ما يقارب السبعين عاما. قام بعد الأمويين العباسيون، فاستبدل الناس ظلما بظلم، و جورا بجور، هذا و الأئمة الأعلام الأطهار ليس لهم أمر و لا نهي و لم يكتف الحكام الأمويون و العباسيون بتقمصهم الخلافة بالقوة، مستأثرين بها علي أهل البيت عليهم السلام حتي أخذوا يتبعونهم قتلا و سجنا و تشريدا؛ لكن الأئمة تحملوا مسؤولياتهم و تكاليفهم و لم يعبأوا بهذه الشدة و الظلم، بل استمروا علي تبليغ رسالتهم في صد التيارات الفكرية الفاسدة، و نشر التعاليم الاسلامية الصحيحة، و اعلاء كلمة الله تبارك و تعالي. فملأوا الدنيا و شغلوا الناس بعلومهم الغزيرة و معارفهم الرشيدة من أجل رفع راية الاسلام خفاقة في العالم بأسره.



[ صفحه 241]



و لا غرو ان كانوا كذلك، فهم أحق من غيرهم في تسليم الخلافة، لا بل هم المكلفون بعد الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله و سلم بنشر الاسلام و المحافظة علي السنن الالهية، و الشرائع الاسلامية.

و الامام موسي الكاظم عليه السلام هو سابع الأئمة المعصومين الذي عاني الأمرين، و قاوم الظلم، و حافظ علي رسالة جده صلي الله عليه و اله و سلم و لم يدار و لم يداهن بل تحمل المسؤولية الشرعية بكل جرأة و صبر، و قام بالتكاليف الملقاة علي عاتقه من الاصلاح في أمة جده صلي الله عليه و اله و سلم علي حد قول جده سيدالشهداء الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام «لم أخرج أشرا و لا بطرا، و انما خرجت طلبا للاصلاح في أمة جدي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم».