بازگشت

تعيينه لفدك


[فدك: قرية في الحجاز علي مراحل من المدينة جاء الاسلام و هي بأيدي اليهود و بعد فتح خيبر ألقي الله جل جلاله في قلوب أهلها الرعب فصالحوا النبي صلي الله عليه و اله و سلم علي النصف من غلاتها و نزل جبرائيل عليه السلام بالآية الكريمة (و آت ذي القربي حقه) ثم طلب من النبي صلي الله عليه و اله و سلم أن يعطي فدكا لفاطمة عليهاالسلام عوضا عن أموال أمها خديجة التي تم انفاقها في سبيل الدعوة الاسلامية.

بقيت فدك بيد الزهراء عدة سنوات في حياة الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله و سلم و هي تنفق ما يحصل منها علي الفقراء دون أن تدخر شيئا لنفسها أو لأهل بيتها.

و بعد وفاة الرسول صلي الله عليه و اله و سلم أخذها أبوبكر معتقدا أن أخذها يضعف جانب الامام علي عليه السلام فطالبت الزهراء عليهاالسلام باسترجاعها حتي انها خطبت في مسجد أبيها رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم خطبتها المشهورة التي كادت تزلزل بالحاكمين.

و لقد عقد العلامة الكبير ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة فصلا مطولا عن فدك. و مما جاء فيه قال:

اني سألت علي ابن الفارقي - من علماء بغداد الكبار - هل كانت فاطمة صادقة في دعواها؟

قال: نعم. فقلت له: فلماذا لم يرجع فدكا اليها؟

فقال: لو أرجعها لجاءت في اليوم الثاني و طلبت منه الخلافة.]

و سبب آخر أغاظ نفس هارون علي الامام عليه السلام و دعاه الي اعتقاله، حتي و التخلص منه، تعيينه لفدك بأنها تشمل أكثر المناطق الاسلامية و ذلك حينما سأله هارون عنها ليرجعها اليه فلم يرض عليه السلام الا أن يأخذها بحدودها، فقال الرشيد:

- ما هذه الحدود؟ فقال عليه السلام: ان حددتها لم تردها لنا.

فأصر الرشيد عليه أن يبينها له قائلا: بحق جدك الا فعلت.

عند ذلك لم يجد الامام بدا من اجابته، فقال له:

«أما الحد الأول: فعدن فلما سمع الرشيد ذلك تغير وجهه.

و أما الحد الثاني: سمرقند. فأربد وجه الحاكم الظالم و استولت عليه موجة



[ صفحه 255]



من الغضب، لكن الامام عليه السلام بقي مستمرا دون أن يأبه له.

و الحد الثالث: افريقيا، فاسود وجه الرشيد و قال بصوت يقطر غيظا «هيه» ثم عين الامام عليه السلام الحد الرابع و الأخير قائلا:

و الحد الرابع: سيف البحر مما يلي الجزر و أرمينية.

فثار الرشيد و لم يملك أعصابه دون أن قال:

- لم يبق لنا شي ء!!

- فقال الامام عليه السلام: قد علمت أنك لا تردها.

و تركه الامام عليه السلام و الكمد يحز في نفسه، فأضمر له الشر منتظرا الوقت المناسب للتنكيل به [1] .

لقد بين الامام عليه السلام للرشيد أن العالم الاسلامي بجميع أقاليمه من عدن الي سيف البحر ترجع سلطته له، و ان الرشيد و من سبقه من الخلفاء قبله قد استأثروا و غصبوا الخلافة من أهل البيت عليهم السلام.


پاورقي

[1] المناقب ج 2 ص 381.