بازگشت

حرص الرشيد علي الملك


كان هارون الرشيد يحرص حرصا شديدا علي ملكه، يضحي في سبيل السلطة جميع المثل و القيم و المقدسات. و قد عبر عن مدي تفانيه في حب السلطة بكلمته الحقيرة التي تناقلتها الأجيال و هي:

«لو نازعني رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم علي السلطة لأخذت الذي فيه عيناه».

أجل لو نازعه الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله و سلم لأخذ الذي فيه عيناه، فكيف لو نازعه الامام عليه السلام؟! فهل يمكن أن يخلي عن سراحه؟ هذا و الذي يحز في نفسه اجماع الناس علي حب الامام عليه السلام و تقديرهم له.

لذلك كان يخرج متنكرا بغير زيه ليسمع أحاديث العامة، و يقف علي رغبتهم و اتجاههم، فلا يسمع الا الذكر العاطر، و الحب الجامع و الثناء علي الامام عليه السلام.

كل الناس يحبونه، كل الناس يرغبون في أن يتولي شؤونهم، فلذلك أقدم



[ صفحه 256]



علي ارتكاب فعلته الشنعاء و الموبقة حتي انتهي به الأمر قتل الامام عليه السلام.