بازگشت

بغضه للعلويين


ورث هارون الرشيد بغضه للعلويين عن آبائه الذين نكلوا بهم، و صبوا عليهم ألوانا من العذاب و الاضطهاد و القتل و التشريد. فمنهم من ساقوهم الي السجون، و منهم الي القبور. طاردوهم في كل ناحية حتي هربوا هائمين علي وجوههم يلاحقهم الخوف و الفزع و الرعب.

أما هارون فقد أترعت نفسه ببغض العلويين فزاد علي أسلافه جورا و ظلما و ارهابا حتي أشاع الحزن و الثكل و الحداد في كل بيت من بيوتهم. استعمل جميع امكانياته للبطش بهم، ففرض عليهم الاقامة الجبرية في بغداد، و جعلهم تحت المراقبة الدقيقة، و لم يسمح للاتصال بهم، و حرمهم من جميع حقوقهم الاجتماعية. حتي أنه دفع البعض منهم أحياء.

و طبيعي أنه لا يترك عميد العلويين الامام الكاظم عليه السلام في دعة و اطمئنان، و لم يرق له محبة الجماهير للامام، فنكل به و دفعه لؤمه و عداؤه الموروث الي سجنه و حرمان الأمة الاسلامية من الاستفادة بعلومه، و من سمو نصائحه و صواب توجيهاته.

لقد استقبل امامته التي استمرت خمسة و ثلاثين عاما في هذا الجور المشحون بالحقد و الكراهية لأهل البيت بصورة عامة، فلزم جانب الحذر و اعتصم بالكتمان الا عن خاصته. حتي ان رواته قلما كانوا يروون عنه باسمه الصريح. لكن كل ذلك لم ينجيه من سجن الطاغية هارون.