بازگشت

طلب عيسي بالاعفاء


لما وصلت أوامر هارون لعيسي لتنفيذ الاغتيال، ثقل عليه الأمر و فكر مليا بالمصير، جمع أصحابه و خواصه و عرض عليهم الأمر فأشاروا عليه بالتحذير من ارتكاب مثل هذه الجريمة التي تغضب الله و رسوله، فاستصوب رأيهم و كتب الي هارون رسالة يطلب فيها اعفاءه عن ذلك.

جاء في الرسالة:

«يا أميرالمؤمنين، كتبت الي في هذا الرجل، و قد اختبرته طول مقامه بمن حبسته معه عينا عليه، لينظروا حيلته، و أمره و طويته ممن له المعرفة و الدراية، و يجري من الانسان مجري الدم، فلم يكن منه سوء قط، و لم يذكر أميرالمؤمنين الا بخير، و لم يكن عنده تطلع الي ولاية، و لا خروج و لا شي ء من أمر الدنيا، و لا دعا قط علي أميرالمؤمنين، و لا علي أحد من الناس، و لا يدعو الا بالمغفرة و الرحمة له و لجميع المسلمين مع ملازمته للصيام و الصلاة و العبادة، فان رأي أميرالمؤمنين أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلمه مني و الا سرحت سبيله، فاني منه في غاية الحرج» [1] .

تدل هذه الرسالة بوضوح علي اكبار عيسي و تقديره للامام عليه السلام، فقد راقبه و وضع العيون عليه فلم يره الا مشغولا بذكر الله و طاعته، و لم يتعرض بذكر أحد بسوء حتي الظالمين له، لذا خاف عيسي و راقب الله.

بقي في سجن عيسي سنة كاملة.


پاورقي

[1] البحار و الفصول المهمة.