بازگشت

اشراف هارون علي الامام في سجنه


لما امتنع حراسه و وزراؤه من القدوم علي اغتياله، لم يثق بالعيون التي وضعها عليه في السجن، فأخذ يراقبه بنفسه، و يتطلع علي شؤونه خوفا من أن يتصل به أحد من الناس، فأطل من أعلي القصر علي السجن فرأي ثوبا مطروحا في مكان خاص لم يتغير عن موضعه فقال للفضل:

- ماذاك الثوب المطروح الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟!

- يا أميرالمؤمنين، ماذاك ثوب، و انما هو موسي بن جعفر، له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس الي وقت الزوال.



[ صفحه 278]



فبهر هارون بصلابة الامام عليه السلام و قوة ارادته و قال للفضل:

- أما هذا فانه من رهبان بني هاشم!!

فالتفت اليه الفضل بعد ما سمع منه اعترافه بزهد الامام قائلا له:

- يا أميرالمؤمنين: ما لك قد ضيقت عليه في السجن؟!!

فأجابه هارون بكل لؤم و غرور قائلا:

«هيهات: لابد من ذلك» [1] .

هارون الطاغية كان يعلم عزوف الامام عن الدنيا، و يعلم اقبال الامام علي الله، و يعلم منزلة الامام السامية و تقدير الناس له، لكن حبه للسلطان و الدنيا أعمي بصره و بصيرته، و ملأ قلبه غيظا و حسدا له. و هذا ما دفعه الي ذلك. الحسد القاتل الذي يميت القلب و يضعف الروح و يخدر الايمان، و يعمي البصيرة عن رؤية الحق.

بسم الله الرحمن الرحيم: (قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، و من شر غاسق اذا وقب، و من شر النفاثات في العقد، و من شر حاسد اذا حسد).

لم يقرأ هارون هذاه السورة و لم يعلم مضامينها؟!


پاورقي

[1] البحار ج 11، ص 298.