بازگشت

الإذن بالرجوع الي يثرب


طلب الامام عليه السلام من هارون ان يسمح له بالرحيل الي يثرب، مدينة آبائه و جده صلي الله عليه و اله و سلم لرؤية عياله و أطفاله، قيل انه سمح له، و قيل انه لم يجبه قائلا له: أنظر في ذلك حتي حبسه في السجن عند السندي [1] .

و أكبر الظن ان هارون فرض عليه الاقامة الجبرية في بغداد و لم يسمح له بالسفر الي وطنه. فمكث عليه السلام في بغداد مدة من الزمن لم يحددها لنا قسم كبير من المؤرخين. خلال هذه المدة لم يتعرض له هارون بسوء. قال السيد ميرعلي الهندي قال: «و قد حدث مرتين ان سمح هارون لهذا الامام الوديع بالرجوع الي الحجاز و لكن شكوكه كانت في كلتا المرتين تتغلب علي طيبة قلبه فيبقيه في الحبس» [2] .

استمر الامام في تلك الفترة من بذل الجهود لارشاد الناس و هدايتهم الي طريق الحق و من الذين اهتدوا متأثرين بنصائحه بشر الحاني فقد تاب علي يد الامام عليه السلام حتي صار من عيون عباد الله الصالحين المتقين لكن التاريخ لم يذكر المدة التي خلي فيها عن سبيل الامام عليه السلام، فيحتمل أنها فترة قصيرة، و كل ما ذكره المؤرخون أنه عليه السلام انتقل من سجن الي سجن، من سجن الفضل بن الربيع الي سجن الفضل بن يحيي.. فيا سبحان الله، الي هذا الحد محبة الدنيا و عشق السلطان تعمي القلوب عن الحقيقة، و تصم الآذان عن سماع الحق؟!!

فهارون لم يؤمن بكل ما رآه من الآيات و المعجزات التي ظهرت للامام عليه السلام فاطلق سراحه و ندم علي ذلك فأصر علي التنكيل به و كانت الجريمة.



[ صفحه 282]




پاورقي

[1] البحار ج 11 ص 269.

[2] مختصر تاريخ العرب ص 209.