بازگشت

وساطة فاشلة عن نفس علوية أبية


لقد احتار هارون في أمره فكل وسيلة سلكها للقضاء علي الامام عليه السلام تبوء بالفشل، فاستدعي وزيره يحيي بن خالد بعد أن انتشرت معاجز الامام و مناقبه



[ صفحه 299]



و تحدث الناس عن مناقبه و كراماته، فقال له:

«يا أباعلي أما تري ما نحن فيه من هذه العجائب؟ ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه».

فأشار عليه يحيي بالصواب و أرشده اي الخير فقال له:

«الذي أراه لك يا أميرالمؤمنين أن تمن عليه و تصل رحمه فقد و الله أفسد علينا قلوب شيعته».

فاستجاب هارون لنصيحة وزيره و قال له: انطلق اليه و انزع عند الحديد و أبلغه عني السلام و قل له: يقول لك ابن عملك: انه قد سبق مني فيك يمين اني لا أخليك حتي تقر لي بالاساءة و تسألني العفو عما سلف منك و ليس عليك في اقرارك عار و لا في مسألتك اياي منقصة، و هذا يحيي بن خالد ثقفي و وزيري و صاحب أمري فاسأله بقدر ما أخرج من يميني».

أراد هارون أن يأخذ من الامام اعترافا بالذنب و الاساءة ليصدر مرسوما ملكيا بالعفو عنه، فيكون قد اتخذ بذلك وسيلة الي التشهير بالامام من جهة، و من جهة ثانية يكون له مبررا في الوقت نفسه علي سجنه له. لم يخف علي الامام عليه السلام ذلك، فلما مثل يحيي أخبره بمقالة هارون انبري اليه الامام عليه السلام و قال له:

«سأخبرك بما سيجري عليك و علي أسرتك من زوال النعمة علي يد هارون، و شدة النقمة، فأحذرك من بطشه و من الغدر بك فجأة، ثم رد علي مقالة هارون فقال ليحيي:

«يا أباعلي، أبلغه عني، يقول لك موسي بن جعفر يأتيك رسولي يوم الجمعة فيخبرك بما تري - أي بموته - و ستعلم غدا اذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم و المعتدي علي صاحبه؟».

خرج يحيي و هو لا يبصر طريقه من الحزن و الجزع فأخذ يبكي لما رأي الامام عليه السلام ابن بنت رسول الله بتلك الحالة، فأخبر هارون بمقالته، فقال الطاغية مستهزئا ساخرا:



[ صفحه 300]



«ان لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا!».

و لم يمض اسبوع حتي التحق الامام عليه السلام بالرفيع الأعلي كما أخبر [1] .


پاورقي

[1] البحار ج 2 ص 302 - 301.