كرامة أخري من كرامات امام معصوم: مع المسيب بن زهرة
كان المسيب بن زهرة موكلا بحراسة الامام عليه السلام حيث نقل من حبس السندي الي داره علي ما يستفاد من بعض المصادر، و كان الرجل من دعاة الدولة العباسية الأشداء، فقد ولي شرطة بغداد أيام المنصور و المهدي و الرشيد، كما ولي خراسان أيام المهدي [1] و كان علي جانب من الغلاظة و الشدة، فكان أبوجعفر المنصور اذا أراد بأحد خيرا أمر بتسليمه الي الربيع، و اذا أراد برجل شرا أمر
[ صفحه 303]
بتسليمه الي المسيب [2] و لما سجن الامام عنده أو وكل بحسبه اثر عليه الامام و سيطر علي مشاعره، فاهتدي الي طريق الحق و الصواب، و أصبح من الشيعة المخلصين و من حملة أسرار الأئمة عليهم السلام [3] و قد استدعاه الامام قبل وفاته بثلاثة أيام فلما مثل عنده قال له: يا مسيب.
- لبيك يا مولاي.
- اني ظاعن في هذه الليلة الي المدينة، مدينة جدي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم لأعهد الي ابني علي ما عهده الي آبائي، و أجعله وصيي و خليفتي، و آمره بأمري.
- يا مولاي، كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب و أقفالها و الحرس معي علي الأبواب؟؟!.
- يا مسيب ضعف يقينك في الله عزوجل و فينا؟
- لا، يا سيدي ادع الله أن يثبتني.
- اللهم، ثبته، ثم قال: ادعو الله عزوجل باسمه العظيم الذي دعا به آصف حين جاء بسرير بلقيس فوضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه اليه» حتي يجمع بيني و بين علي ابني بالمدينة.
قال المسيب: فسمعته يدعو، ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائما علي قدمي حتي رأيته قد عاد الي مكانه و أعاد الحديد الي رجليه، فوقعت علي وجهي ساجدا شاكرا لله علي ما أنعم به علي من معرفته و التفت الامام عليه السلام له فقال: «يا مسيب، ارفع رأسك، و اعلم اني راحل الي الله عزوجل في ثالث هذا اليوم».
قال المسيب: فبكيت، فلما رآني الامام عليه السلام و أنا باك حزين قال لي:
«لا تبك يا مسيب فان عليا ابني هو امامك، و مولاك بعدي فاستمسك بولايته فانك لن تضل ما لزمته» قال المسيب: الحمد لله علي ذلك [4] .
[ صفحه 304]
پاورقي
[1] تاريخ بغداد ج 13 ص 137.
[2] الجهشياري ص 97.
[3] تنقيح المقال ج 3 ص 217.
[4] البحار و عيون الأخبار.