بازگشت

كيفية سمه


المشهور عند أكثر الرواة ان الرشيد عمد الي رطب فوضع فيه سما فاتكا و أمر السندي أن يقدمه الي الامام و يحتم عليه أن يتناول منه [1] و قيل ان الرشيد أوعز الي السندي في ذلك. فأخذ رطبا و وضع فيه السم و قدمه للامام فأكل منه عشر رطبات، فقال له السندي: «زد علي ذلك» فرمقه الامام بطرفه و قال له:

«حسبك قد بلغت ما تحتاج اليه» [2] .

و لما تناول الامام عليه السلام تلك الرطبات المسمومة تسمم بدنه، و أخذ يعاني آلاما مبرحة و أوجاعا قاسية، و أحاط به الأسي و الحزن، قد حفت به الشرطة القساة، و لازمه الوغد الخبيث السندي بن شاهك فكان يسمعه في كل فترة أخشن الكلام و أغلظه، و منع عنه جميع الاسعافات ليعجل له النهاية المحتومة، لقد عاني الامام العظيم في تلك الفترة الرهيبة ما لم يعانه أي انسان، فتكبيل بالقيود و أذي مرهق، و آلام السم قطعت أوصاله و أذابت قلبه، و الحزن الشديد الذي أثر فيه تأثيرا عميقا لانتهاك حرمته، و غربته عن أهله و عدم مشاهدة أعزائه و أحبائه، و قد أشرف علي مفارقة هذه الدنيا.


پاورقي

[1] عيون الأخبار.

[2] البحار ج 11 ص 300.