بازگشت

رعب و خوف و اضطراب


أقدم السندي الخبيث الذي باع ضميره للشيطان علي ارتكاب الجريمة الخطيرة، فدب الرعب في قلبه و اضطراب اضطرابا شديدا و خوفا بالغا من المسؤولية أمام الشيعة العلويين. فيا لهول المصيبة امام معصوم ابن امام معصوم، ريحانة رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم تنتهك حرمته و يقيد بالحديد و الأغلال و يهان في السجن و يوكل بحراسته أشرار لئام ثم يدسون له السم في السجن، فانها لجريمة نكراء و أي جريمة!! فماذا يعمل السندي بعد فعلته هذه؟!

استدعي الوجوه و الشخصيات المعروفة في مجتمعه الي قاعة السجن و كانوا



[ صفحه 306]



ثمانين شخصا، كما حدث بذلك بعض شيوخ العامة يقول: احضرنا السندي، فلما حضرنا، انبري الينا فقال:

«انظروا الي هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فان الناس يزعمون أنه قد فعل به مكروه، و يكثرون من ذلك، و هذا منزله و فراشه موسع عليه غير مضيق، و لم يرد به أميرالمؤمنين - يعني هارون - سوءا و انما ينتظره ان يقدم فيناظره، و ها هو ذا موسع عليه في جميع أموره» يقول ذلك الشيخ: و لم يكن لنا هم سوي مشاهدة الامام و مقابلته فلما دنونا منه لم نر مثله قط في فضله و نسكه و تقواه فانبري الينا و قال لنا: «أما ما ذكر من التوسعة، و ما أشبه ذلك، فهو علي ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في تسع تمرات، و اني أصفر غدا و بعد غد أموت».

و لما سمع السندي ذلك انهارت أعصابه، و مشت الرعدة بأوصاله و اضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة [1] .

لقد أفسد عليه الامام عليه السلام بشهادته هذه ما كان يرومه من الحصول علي البراءة من المسؤولية في قتله.


پاورقي

[1] روضة الواعظين ص 186 - 185 و عيون الأخبار، و الأمالي، و جاء في البحار ان الامام عليه السلام التفت الي الشهود، فقال لهم: اشهدوا علي أني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام، اشهدوا اني صحيح الظاهر لكني مسموم و سأحمر في هذا اليوم حمرة شديدة، و ابيض بعد غد، و أمضي الي رحمة الله و رضوانه» فمضي عليه السلام كما قال: في آخر اليوم الثالث، و جاء في قرب الاسناد للحميري أنه عليه السلام قال للشهود: اني سقيت السم في سبع تمرات.