بازگشت

التحقيق بالحادث


تحقيق و أي تحقيق: خداع و تضليل لتبرير ساحة الطاغية هارون! قامت شرطة الحاكم الظالم في التحقيق بهذا الأمر الخطير و غايتها تبرئة هارون من المسؤولية أمام جماهير الشيعة و محبي الامام و من المكلف بالتحقيق؟ فاعل الجريمة نفسه! ما عاذ الله فالنتيجة مكتوبة قبل المباشرة بالتحقيق.

كلف هارون السندي بالتحقيق و كما يقولون (حاميها حراميها).

أرسل السندي الي عمرو بن واقد و طلب اليه أن يجمع أشخاصا يعرفون الامام عليه السلام، و لما حضروا و عددهم يقارب الخمسين رجلا سألهم: هل تعرفون



[ صفحه 310]



موسي بن جعفر؟ قالوا: نعم. فقام عمرو و كشف الثوب عن وجه موسي، فالتفت السندي الي الجماعة الشهود و قال لهم: انظروا اليه، فدنا واحد منهم بعد واحد فنظروا اليه، ثم قال لهم: «تشهدون كلكم أن به أثرا تنكرونه؟».

فقالوا: لا، ثم سجل شهاداتهم و انصرفوا» [1] .

و رواية أخري تقول: ان السندي استدعي الفقهاء و وجوه أهل بغداد و فيهم الهيثم بن عدي و غيره فنظروا الي الامام و هو ميت و شهدوا علي ذلك ان لا أثر به!.

هذه الاجراءات التي اتخذها السندي بن شاهك انما جاءت لتبرير ساحة الحكومة من المسؤولية و ابعاد الانظار عنها في ارتكاب الجريمة لكن الامام عليه السلام قد أفسد عليهم صنعهم و تضليلهم و كشف للناس أن هارون هو الذي اغتاله بالسم.

و أما ما اتخذه هارون المجرم لرفع الشبهات التي حامت حوله فانه جمع شيوخ الطالبيين و العباسيين و سائر أهل مملكته و الحكام فقال لهم: «هذا موسي بن جعفر قد مات حتف أنفه و ما كان بيني و بينه ما استغفر الله منه - يعني في قتله - فانظروا اليه» فدخل علي الامام سبعون رجلا من شيعته، فنظروا اليه و ليس به أثر جراحة و لا خنق [2] و قال أحد الشعراء:



و مهما يكن عند امري ء من خليقة

و ان خالها تخفي علي الناس تعلم



كل هذه الاجراءات لم تجد هارون نفعا لأن الحق لابد أن يظهر، و لا يخفيه الدجل و الخداع و التضليل فقد عرف الخاص و العام أنه هو الذي اغتال الامام و هو المسؤول عن دمه و كل مساعيه باءت بالفشل.


پاورقي

[1] البحار ج 11، ص 300.

[2] البحار ج 11، ص 303.