بازگشت

علي الجسر


امام المسلمين و سيد المتقين العابدين و سبط النبي الأمين صلي الله عليه و اله و سلم ألقي علي جسر الرصافة في بغداد، قد أحاطت الشرطة بجثمانه المقدس، و كشفت عن وجهه بقصد انتهاك حرمته، و التشهير به. حاول هارون بفعلته الحقيرة هذه اذلال الشيعة



[ صفحه 311]



عامة و العلويين خاصة و لم يرع الرحم الماسة التي بينه و بين الامام عليه السلام. لقد أثر ذلك في نفوسهم تأثيرا كبيرا و ظلوا يذكرونه طوال مراحل حياتهم. اندفع شعراؤهم الي نظم هذا الحدث المفجع و قال بحسرة و لوعة المرحوم الشيخ محمد الملا:



من مبلغ الاسلام أن زعيمه

قد مات في سجن الرشيد سميما



فالغي بات بموته طرب الحشا

و غدا لمأتمه الرشاد مقيما



ملقي علي جسر الرصافة نعشه

فيه الملائك أحدقوا تعظيما



لقد ملأ الرشيد قلوب الشيعة بالحقد و الحزن و تركهم يرددون هذه الفعلة المشينة بكرامة امامهم طوال مراحل حياتهم.

و لم يكتف هارون الطاغية عند هذا الحد، بل أوعز الي حارسه السندي اللعين ليأمر جلاوزته أن ينادوا علي جثمان الامام الشريف بنداء مؤلم تذهب النفوس لهوله أسي و حسرات، فبدل ان يأمرهم بالحضور لجنازة الامام المعصوم ابن الامام المعصوم أمرهم أن ينادوا بنداء قذر موحش فهتفوا في الشوارع و الطرقات:

«هذا موسي بن جعفر الذي تزعم الرافضة انه لا يموت، فانظروا اليه ميتا» [1] .


پاورقي

[1] الفصول المهمة ص 54!!.