بازگشت

مواكب التشييع


يوم تشييع الامام موسي عليه السلام يوم أغر لم تر مثله بغداد في أيامها يوم مشهود حيث هرعت الجماهير من جميع الطبقات الي تشييع ريحانة رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم فقد خرج لتشييع جثمانه الطاهر جمهور المسلمين، علي اختلاف طبقاتهم يتقربون الي الله جل جلاله جثمان سبط النبي صلي الله عليه و اله و سلم، سارت المواكب تجوب الشوارع و الطرقات و تصرخ ملتاعة حزينة.

أيضا فقد خرج كبار الموظفين و المسؤولين من رجال الحكم يتقدمهم سليمان و هو حافي القدمين، و امام النعش مجامير العطور. و قد حمل الجثمان علي الأكف محاطا بالهيبة و الجلال، جي ء به فوضع في سوق سمي بعد ذلك بسوق الرياحين، كما بني علي الموضع الذي وضع فيه الجثمان المقدس بناء لئلا تطأه الناس باقدامهم تكريما له [1] .

و انبري أحد الشعراء فانشد هذه الأبيات:



و أزل أفاويه الحنوط و نحها

عنه و حنطه بطيب ثنائه



و مر الملائكة الكرام بحمله

كرما ألست تراهم بازائه



لاتوه أعناق الرجال بحمله

يكفي الذي حملوه من نعمائه [2] .



[ صفحه 315]



و سارت المواكب متجهة الي محلة باب التبن [3] و قد ساد عليهم الوجوم و الحزن. و خيم عليهم الاسي من هول المصاب.


پاورقي

[1] الأنوار البهية ص 99 و جاء فيه انه حكي عن صاحب تاريخ مازندران انه قال في كتابه: انه مر بذلك المكان عدة مرات و قبل الموضع الشريف.

[2] الاتحاف بحب الاشراف ص 57.

[3] باب التبن: اسم محلة كبيرة كانت ببغداد تقع بازاء قطيعة أم جعفر و فيها قبر أحمد بن حنبل و هي قريبة من مقابر قريش جاء ذلك في معجم البلدان ج 2، ص 14.