بازگشت

ما قاله الشعراء في مدح الامام الكاظم


و هذا باب واسع، لو أردنا أن نستقصي ما قيل في مدح الامام عليه السلام و رثائه لجاء أضعاف ما ذكرناه، و عملا بمنهجنا في الاختصار نذكر:

قال الشيخ موسي محيي الدين [1] في الامام موسي كاظم الغيظ عليه السلام:



يا كاظم الغيظ يا جد الجواد و من

عمت جميع بني الدنيا مكارمه



و من غدا شرح خير المرسلين به

سامي الذري و به شيدت دعائمه



الحق لولاك ما بانت حقائقه

و الشرع لولاك ما قامت قوائمه [2] .



و فيك ينكشف الكرب العظيم اذا

جاشت علينا بلا جرم قشاعمه [3] .



امام حق أبان الحق و انتشرت

أفعاله الغرمذ نيطت تمائمه



[ صفحه 317]



فعالم الدين خير الناس عالمه

و كاظم الغيظ خير الناس كاظمه [4] .



مولي غدا من رسول الله عنصره

أكرم به عنصرا طابت جراثمه [5] .



به و آبائه زان الوجود و في

أبنائه الغرقد شيدت معالمه



من أم مغناك يا أزكي الوري نسبا

للازم كيف لا تقضي لوازمه [6] .



فيا خليلي و الخل الخليل اذا

حبا الخليل باسني ما يلائمه [7] .



لا تحسبا كل شوق يدعي عبثا

فالشوق ان هاج لا تخفي معالمه



و لا تلوما اذا ما رحت ذا كلف

و الدمع من مقلتي فاضت سواجمه [8] .



أنا المشوق المعني بازدياد حمي

موسي بن جعفر صب القلب هائمه [9] .



فعللا قلبي العاني الضعيف به

فان في ذكره تقوي عزائمه [10] .



و قال السيد صالح القزويني قصيدة يمكن أن نضع لها عنوانا:

(ليس الرشيد رشيدا و لا المأمون مأمونا) قال:



اعطف علي الكرخ من بغداد و ابك بها

كنزا لعلم رسول الله مخزونا



موسي بن جعفر سر الله و العلم

المبين في الدين مفروضا و مسنونا



باب الحوائج عند الله و السبب

الموصول بالله غوث المستغيثينا



الكاظم الغيظ عمن كان مقترفا

ذنبا و من عم بالحسني المسيئينا



يا ابن النبيين كم أظهرت معجزة

في السجن أزعجت فيه الرجس هارونا



و كم بك الله عافي مبتلي و لكم

شافعي مريضا و أغني فيك مسكينا



لم يلهك السجن عن هدي و عن نسك

اذ لا تزال بذكر الله مفتونا



و كم أسروا بزاد أطعموك به

سما فأخبرتهم عما يسرونا



[ صفحه 318]



و للطبيب بسطت الكف تخبره

لما تمكن منها السم تمكينا



بكت علي نعشك الأعداء قاطبة

ما حال نعش له الأعداء باكونا



راموا البراءة عند الناس من دمه

و الله يشهد ما كانوا بريئينا



كم جرعتك بنوالعباس من غصص

تذيب أحشاءنا ذكرا و تشجينا



قاسيت ما لم تقاس الأنبياء و قد

لاقيت أضعاف ما كانوا يلاقونا



أبكيت جديك و الزهراء أمك

و الأطهار آباؤك الغر الميامينا



طالت لطول سجود منه ثفنته

فقرحت جبهة منه و عرنينا



رأي فراغته في السجن منيته

و نعمة شكر الباري بها حينا



يا ويل هارون لم تربح تجارته

بصفقة كان فيها الدهر مغبونا



ليس الرشيد رشيدا في سياسته

كلا و لا ابنه المأمون مأمونا



تالله من كان من قربي و لا رحم

بين المصلين ليلا و المغنينا



لهفي لموسي بهم طالت بليته

و قد أقام بهم خمسا و خمسينا



يزيدهم معجزات كل آونة

و نائلا و له ظلما يزيدونا



لم يحفظوا من رسول الله منزله

و لا لحسناه بالحسني يكافونا



باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم

جهلا فما ربحوا دنيا و لا دينا



في كل يوم يقاسي منهم حزنا

حتي قضي في سبيل الله محزونا [11] .



و قال الشيخ محمد الملا [12] :



من مبلغ الاسلام ان زعيمه

قد مات في سجن الرشيد سميما



فالغي بات بموته طرب الحشا

و غدا لمأتمه الرشاد مقيما



ملقي علي جسر الرصافة نعشه

فيه الملائك أحدقوا تعظيما



فعليه روح الله أزهق روحه

و حشا كليم الله بات كليما



لا تألفي لمسرة فهر فقد

أضحي سرورك هالكا معدوما



منح القلوب مصابه سقما كما

منع النواظر في الدجي النهوينا [13] .



[ صفحه 319]



و قال الشيخ عبدالحسين الحياوي [14] .



جانب الكرخ شأن أرضك شيد

قبر موسي بن جعفر بن محمد



بثري طاول الثريا مقاما

دون أعتابه الملائك سجد



ضم منه الضريح لاهوت قدس

ليديه تلقي المقادير مقود



من عليه تاج الزعامة في الدين

امتنانا به من الله يعقد



و قد تجلي للخلق في هيكل

الناس لكنه بقدس مجرد



هو معني وراء كل المعاني

صوب الفكر في علاه و صعد



سابع الصفوة التي اختارها

الله علي الخلق أوصياء لأحمد



هو غيث ان أقلعت سحب الغيث،

و غوث ان عز كهف و مقصد



كان للمؤمنين حصنا منيعا

و علي الكافرينا سيفا مجرد



أخرجوه من المدينة قسرا

كاظما مطلق الدموع مقيد



حر قلبي عليه يقضي سنينا

و هو في السجن لا يزار و يقصد



مثل موسي يرمي علي الجسر ميتا

لم يشيعه للقبور موحد



حملوه و للحديد برجليه

دوي له الأهاضب تنهد [15] .



و قال الشيخ مجيد خميس [16] من قصيدة له تعرض فيها لوفاة الامام موسي الكاظم عليه السلام



ان لم يشيع نعشه فلم تكن

منقصة عليه في عليائه



فخلف الأملاك قد تزاحمت

و الروح أدمي الأفق من بكائه



مناديا عن شجن و انه

قطع قلب الدين في ندائه



يا قمر الاسلام قد أمسي الهدي

دجنة منذ غبت عن سمائه



[ صفحه 320]



و قد غدا الايمان ينعي نفسه

فطبق الأكوان في نعمائه



هذا امام الحق عاش في العدي

مضطهدا و مات في غمائه



لقد ثوي بلحده و ما ثوي

الا الهدي و الدين في ثوائه [17] .



و قال الاربيلي:



القائم الصائم أكرم به

من قائم مجتهد صائم



من معشر سنوا الندي و القري

و أشرقوا في الزمن القائم



و احرزوا خصل العلي فاغتدوا

أشرف خلق الله في العالم



يروي المعالي عالم منهم

مصدق في النقل عن عالم



قد استووا في شرف المرتقي

كما تساوت حلقة الخاتم



من ذا يجاريهم اذا ما اعتزوا

الي علي و الي فاطم



و من يناويهم اذا عددوا

خير بني الدنيا أباالقاسم [18] .



و قال الشيخ مطر بن محمود الخفاجي الغروي [19] :



اذا ما دهاك الدهر يوما بمعضل

و انزلت في واد من الهول مخطر



و حاطت بك الأهوال من كل جانب

عليك بباب الله موسي بن جعفر [20] .



و قال عبدالباقي العمري:



لذ و استجر متوسلا

ان ضاق أمرك أو تعسر



بأبي الرضا جد الجواد

محمد موسي بن جعفر [21] .



[ صفحه 321]




پاورقي

[1] هو من أعلام الأدب توفي في النجف الأشرف 1285 ه.

[2] ما ذكره الشاعر عن الامام الكاظم عليه السلام هو عام في جميع الأئمة عليهم السلام فقد روي الخاص و العام حديث رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: «علي مع الحق و الحق مع علي يدور معه أينما دار» فهم صلوات الله عيهم ورثوا هذه المكرمة فيما ورثوه عن أبيهم عليهم السلام من مواريث الامامة.

[3] قشاعمه: القشعم: المسن الضخم و يقال للحرب و المنية و الداهية: أم قشعم.

[4] العالم: من ألقاب الامام موسي الكاظم عليه السلام.

[5] جراثمه: أصله.

[6] المغني: المنزل الذي غني به أهله.

[7] حباه: أعطاه.

[8] سجم الدمع: سال.

[9] صب القلب: رق و اشتاق. و الهيام: شدة العشق.

[10] تحت راية الحق: 613 عن أعيان الشيعة ج 10 ص 189.

[11] تحت راية الحق عن المجالس السنية ص 614.

[12] من خطباء المنبر الحسيني في الحلة و من شعرائها المكثرين في أهل البيت عليهم السلام.

[13] تحت راية الحق من أدب الطف ص 614.

[14] من شعراء النجف الأشرف و من علمائها و مؤلفيها توفي سنة 1345 ه.

[15] تحت راية الحق عن أدب الطف ص 615.

و كما نلاحظ ان جميع القصائد التي قيلت في رثائه جاءت قصائد مدح للامام الكاظم عليه السلام لأنه أحدث فراغا كبيرا في الأمة الاسلامية.

[16] من علماء الحلة و شعرائها و كانت وفاته سنة 1345 ه.

[17] تحت راية الحق ص 615 عن أدب الطف ص 10 / 187.

[18] تحت راية الحق ص 610 عن كشف الغمة 3 / 84.

[19] ترجم له صاحب نشوة السلافة و ذكر بعض شعره، و الأمين في أعيان الشيعة.

[20] تحت راية الحق ص 610 عن أعيان الشيعة ج 10 ص 129.

[21] تحت راية الحق ص 613 عن الترياق الفاروقي: 130.