بازگشت

كلمة شكر و تقدير


انها المباراة العظيمة التي تقام كلد عام في مهرجان عظيم لامام عظيم من أئمة أهل البيت عليهم السلام، أضاء الدنيا بنمير علومه و عطر المجتمع بأريج أخلاقه، و بعث في ضمير الأمة الاسلامية الجهاد، الأمثل في حلمه و صبره علي ما صادف من خطوب جسام من حكام لئام.

تعد هذه المباراة من أفضل الأعمال الفكرية و العلمية و الأدبية التي تقام علي صعيد العالم العربي من احياء التراث الاسلامي الخالد، كما تدل دلالة واضحة علي تعلق الأمة الاسلامية بعظمائها العظام، و رجالاتها الكرام. ان احياء ذكري عظمائنا أمر ضروري من أعمالنا و خاصة في هذه الأيام الصعبة التي تحاك فيها المؤامرات علينا من الغزو الفكري و الثقافي من قبل أعداء الأمة الاسلامية المستكبرين من أجل قطع الأواصر التي تشدنا الي تراثنا الاسلامي العريق، و عقيدتنا الاسلامية السمحاء. تعد هذه المباراة الهامة لقاء أخويا كريما تتآلف فيه قلوب أبناء هذه الأمة العربية الخالدة الذين يعشقون محبة أهل البيت علي اختلاف مذاهبهم و مناطقهم، فتتعانق الأقلام الملتزمة لتبديد سحب الطمس و التزييف التي مورست و ما زالت تمارس لاقصاء رسالة الاسلام عن واقع الحياة، لكن المتآمرين قد فشلوا في اطفاء نور الله الذي يبقي مشرقا منورا بهمة علمائنا الأبرار، فلهم مني أفضل الشكر و التقدير.



[ صفحه 11]



كما تعد هذه المباراة الكريمة مناسبة خيرة للحوار و المناقشة و تلاقح الأفكار و تبادل الآراء لاختيار خلاصة جهود المشاركين من أجل البحث الأمثل لتعريف الأمة بالمزيد من عظمائها، العلماء الأفذاذ الذين سطروا في التاريخ العربي الاسلامي أنصع الصفحات الدالة علي سعة أفقهم العلمي، و جهادهم الحضاري، في صيانة الرسالة الاسلامية السامية. ذلك هو:

الامام موسي الكاظم ابن الامام جعفر الصادق عليهماالسلام الذي أكمل المسيرة العلوية بهمم أبية، مدافعا عن رسالة جده صلي الله عليه و اله و سلم و مناضلا عن المتضعفين من أبناء أمته بمواقفه التاريخية المشهودة، و تصديه لمناظرة الفرق الضالة عن الحق، مجاهدا صابرا لما لاقي من مؤامرات أموية و عباسية، و عالما متألقا بما خلف من تراث حضاري غزير في مختلف مجالات العلم و المعرفة.

فتحية شكر و تقدير لكل من ساهم بهذه الدراسات القيمة و البحوث العلمية الفاضلة في سبيل الافادة و التنوير و احياء القضايا الكبري في المجتمع الانساني.

و لا رأي أية قيمة لرسالة أو أطروحة ما لم تكن في خدمة قضية انسانية في مجتمع انساني. و لا يطيب قلم باحث أو كاتب ما لم يعالج قضية كبري يتبناها و يعيش أهدافها الشاهدة علي صحتها؛ لأن القضايا الجليلة هي الشعاع الذي يستضي ء به فكرنا، و الدافع لأشواقنا و المحيي لوجداننا و عقيدتنا.

ان جهودكم المشكورة التي وجهت الدعوة العامة لتقديم مباراة جديدة عن الامام موسي الكاظم عليه السلام شبيهة هي بالدراسات الناجحة التي قدمت عن الأئمة المعصومين السابقين - و التي كان لي الشرف بالمشاركة فيها - أمانة صعبة حملوها علي عاتقهم و أدوها بأمانة جميعهم عليهم السلام.

و من أجل هذه الأمانة العظيمة شهر الامام علي عليه السلام سيفه ذاالفقار في وجه المنحرفين عن الخط الاسلامي، و غمد الامام الحسن عليه السلام حسامه، حقنا للدماء، و صونا لوحدة المسلمين.

و من أجل القضية نفسها سار الامام الحسين عليه السلام من مكة الي كربلاء لابسا



[ صفحه 12]



عباءة جده صلي الله عليه و اله و سلم التي ما طاب له الا أن يصبغها بدماء وريده الشريف من أجل مصلحة الأمة الاسلامية، سار و قلبه يطفح بعزيمة الايمان، و العزيمة تشع كضوء يتماوج بألف لون و لون، ثم رفع بصره الي فوق فاذا بسمة عريضة من الفم الملائكي و كأنها تقول له: سر في درب الشوق فأنت محاط بالعناية الالهية [1] .

و من أجلها أيضا ناضل الامام الباقر عليه السلام و استشهد بعد أن ساهم ببناء المدرسة الكبري التي نهض بها ولده الامام الصادق عليه السلام الذي نعيش مع علمه و فكره و منهجه في هذه الأيام المباركة و نستلهم من جهوده النضالية، و سيرته المثالية، و أخلاقه المحمدية.

و من أجل القضية نفسها كافح الامام الكاظم عليه السلام فقام بعد أبيه عليه السلام بادارة شؤون المدرسة التي خرجت ألمع كوكبة من كواكب العلماء الجهابذة. و صبر علي الأحداث الجسام، و المحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره لعنهم الله.

لقد كانت القضية واحدة، و المسؤولية واحدة، و الهدف واحدا، و لكن التعبير جاء مع كل امام من كواكب الاسلام المشرقة بلون ميزه عن الآخر و ذلك حسب الظروف السياسية و الاجتماعية المحدقة به. فشكرا جزيلا لجهودكم المباركة التي حركت في نفسي شوقا ساميا ألمظ به طعما لذيذا من لقاح العنفوان و الكرامة تحيا بهما كل النفوس التي تأبي الذل و الهوان، و ترغب في صون الكرامة الانسانية، و الرسالة الاسلامية علي مدي الزمان.

آجركم الله و أمدكم بثوب العافية و طول العمر.

حسين ابراهيم الحاج حسن



[ صفحه 13]




پاورقي

[1] الرسالية في الثورة الحسينية، للمؤلف.