بازگشت

تعيين الامام


أجمع الشيعة ان الانتخاب في الامامة باطل، و الاختيار فيها متسحيل، فحالها كحال النبوة، ليس بيد الأمة، و لا بيد أهل الحل و العقد فكما أن النبوة لا تكون بايجاد الانسان و رغبته كذلك الامامة، لأن العصمة التي هي شرط من شروط الامامة عند الشيعة، لا يعلمها الا الله سبحانه و تعالي، المطلع علي دخائل القلوب



[ صفحه 66]



و خفايا النفوس، فهو عزوجل وحده يمنحها لمن يشاء من عباده و يختاره لمنصب الامامة و الخلافة.

فالنبوة و الامامة، كونهما منصبا اليها فان تعيينهما من مختصاته تعالي و لا يجوز فيهما الترشيح و الانتخاب. و قد أعلن ذلك في القرآن الكريم. قال تعالي: (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) [1] .

و قال تعالي أيضا: (و ربك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالي عما يشركون) [2] .

و النصوص المتضافرة عن أئمة أهل البيت تدل بوضوح علي وجوب تعيين الامامة من الله عزوجل. من تلك النصوص ما استدل به حجة الله علي أرضه، و خليفته علي عباده الذي يصلح ما فسد من نظام الدين و يقوم الاعوجاج، مهدي هذه الأمة عجل الله فرجه الشريف و ذلك عندما سأله سعد بن عبدالله عن العلة التي تمنع من اختيار الناس اماما لأنفسهم فاجابه عليه السلام قائلا:

- يختارون مصلحا أو مفسدا؟ - بل مصلحا.

- فهل يجوز أن تقع خيرتهم علي المفسد بعد أن لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من اصلاح أو فساد؟

- بلي

- فهي العلة أوردها لك ببرهان يثق به عقلك، اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله و أنزل الكتب عليهم، و أيدهم بالوحي و العصمة، اذ هم أعلام الأمم، و أهدي الي الاختيار، منهم مثل موسي و عيسي هل يجوز مع وفور عقلهما، و كمال علمهما اذا هما بالاختيار ان تقع خيرتهما علي المنافق و هما يظنان أنه مؤمن.

- لا.

- هذا موسي كليم الله مع وفور عقله و كمال علمه، و نزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه، و وجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم



[ صفحه 67]



و اخلاصهم، فوقعت خيرته علي المنافقين.

قال تعالي في ذلك:

(و اختار موسي قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل و اياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا و ارحمنا و أنت خير الغافرين) [3] الي قوله تعالي:

(... فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم) [4] فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا علي الأفسد دون الأصلح، و هو يظن أنه الأصلح علمنا ان الاختيار ليس الا لمن يعلم ما تحفي الصدور، و تكن الضمائر» [5] .

من هنا نعلم ان الطاقات البشرية قاصرة عن ادراك الأصلح الذي تسعد به الأمة و انما أمر ذلك بيد الله تعالي العالم بخفايا الأمور قال تعالي: (ان تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله و يعلم ما في السماوات و ما في الأرض و الله علي كل شي ء قدر) [6] .


پاورقي

[1] سورة ص الآية 26.

[2] سورة القصص، الآية 68.

[3] سورة الأعراف، الآية 155.

[4] سورة النساء، الآية 153.

[5] بحارالأنوار، ج 13، ص 127.

[6] سورة آل عمران، الآية 29.