بازگشت

النص علي الامامة


ينحصر تعيين الامام عند الشيعة في النص، و عليه فيجب علي النبي صلي الله عليه و اله و سلم أن يعين من يخلفه من بعده، و كذلك يجب علي الامام أن ينص علي الخلف من بعده الذي يجب أن يرجع اليه الناس. و قد أجمعت كل كتب الحديث التي تعرضت لهذه المواضيع بتدوين النصوص في ذلك فقد أوصي الرسول الأكرم (يوم الدار)



[ صفحه 77]



في أميرالمؤمنين فقال صلي الله عليه و اله و سلم: «هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا» [1] و اخرج الطبراني الاستناد الي سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: ان وصيي و موضع سري، و خير من أترك بعدي و ينجز عدتي، و يقضي ديني علي بن أبي طالب» [2] .

و جاء في حلية الأولياء عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب امام المتقين، و سيد المسلمين، و قائد الغر المحجلين، و خاتم الوصيين، قال أنس: فجاء علي، فقام رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم مستبشرا فاعتنقه و قال له: أنت تؤدي عني، و تسمعهم صوتي، و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي [3] .

و وردت نصوص نبوية متواترة رواها الفريقان في امامة السبطين و الريحانتين عليهم السلام فقد قال صلي الله عليه و اله و سلم فيهما: «أنتما الامامان و لأمكما الشفاعة» [4] . و قال صلي الله عليه و اله و سلم و هو يشير الي الحسين:

«هذا امام ابن امام أخو امام أبو أئمة تسعة « [5] و جاء في المراجعات بالاستناد الي سلمان قال: دخلت علي النبي صلي الله عليه و اله و سلم فاذا الحسين بن علي علي فخذه و هو يلثم فاه، و يقول: «أمت سيد ابن سيد، أنت امام ابن امام أخو امام أبو الأئمة، و أنت حجة الله و ابن حجته، و أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم» [6] .

و استفاضت كتب الحديث بنصوص نبوية أخري تحصر الامامة في اثني عشر اماما كلهم من قريش فقد روي جابر بن سمرة قال:

سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يقول: «لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعة، و يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» [7] .



[ صفحه 78]



و جاء في المراجعات أيضا أخرج الصدوق بسنده الي الامام الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: «الأئمة اثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم المهدي هم خلفائي و أوصيائي» [8] .

و روي الحافظ أبونعيم بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: «من سره يحي حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي، و ليوال وليه، و ليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي، و رزقوا فهما و علما، و ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي» [9] .

و يضاف الي هذه النصوص النبوية، النصوص التي رواها الثقات و العلماء الأتقياء عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في نص كل امام منهم علي الامام الذي يخلفه من بعده، فقد أوصي أميرالمؤمنين عليه السلام حينما حضرته الوفاة الي ولده الامام الحسن عليه السلام و قال له:

«يا بني أمرني رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و دفع الي كتبه و سلاحه، و أمرني أن آمرك اذا حضرك الموت أن تدفعها الي أخيك الحسين» ثم أقبل علي الحسين فقال: «و أمرك رسول الله أن تدفعها الي ابنك هذا - و أشار الي علي زين العابدين - ثم أخذ بيد علي بن الحسين و قال: «و أمرك رسول الله أن تدفعها الي ابنك محمد فاقرأه من رسول الله السلام» [10] .

هذه النصوص تدل بوضوح و تأكيد علي لزوم النص في الامامة، و بطلان غيره و قد أخذت بها الشيعة و اعتمدتها في بناء عقيدتها في الامامة.


پاورقي

[1] كنز العمال ج 6، ص 392.

[2] نفسه ج 6، ص 154.

[3] حلية الأولياء ج 1، ص 63.

[4] الاتحاف بحب الأشراف، ص 129.

[5] منهاج السنة ج 4، ص 210.

[6] المراجعات 228.

[7] المراجعات ص 227.

[8] المصدر نفسه.

[9] حلية الأولياء، ج 1، ص 86.

[10] كشف الغمة ص 151 و أصول الكافي للكليني.