وضعهم في الاسطوانات
(بحارالأنوار ج 47 ص 307 - 306.)
بدأ المنصور يفتش علي من بقي من العلويين فمن ظفر به جعله في الاسطوانات المجوفة المبنية من الجص و الآجر، حتي ظفر بغلام من ولد الحسن و كان حسن الوجه فسلمه الي البناء و أمره أن يجعله في جوف اسطوانة و يبني عليه، فدخلت البناء رقة علي هذا الولد الوسيم فترك له في الاسطوانة منفذا يدخل منها الهواء، و قال للغلام: لا بأس عليك فاصبر فاني سأخرجك من جوف هذه الاسطوانة عندما يرخي الليل سدوله.
و لما جن الليل جاء البناء فأخرج العلوي المظلوم، و قال له: اتق الله في دمي و دم العملة الذين معي، و غيب شخصك، فاني انما أخرجتك في ظلمة هذه الليلة لأني خفت أن يكون جدك رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يوم القيامة خصمي بين يدي الله، و أكد عليه بأن يواري نفسه فطلب منه الغلام أن يخبر أمه لتطيب نفسها، و يقل جزعها، فهرب الغلام و لا يدري بأي أرض أقام، و جاء البناء الي دار أم الغلام ليعلمها
[ صفحه 91]
بخلاص ابنها من قبضة ذلك الطاغية فسمع دويا كدوي النحل قبل أن يدخل من البكاء فعرف أنها أمه فأسرها بخبر ولدها، و انصرف عنها [1] .
پاورقي
[1] عيون أخبار الرضا ج 1، ص 111.