بازگشت

هلاك المنصور


عهد المنصور بأمره الي ولده المهدي، و نصبه ملكا من بعده و أوصاه بهذه الوصية: «اني تركت بعض المسيئين من الناس علي ثلاثة أصناف، فقيرا لا يرجو الا غناك، و خائفا لا يرجو الا أمنك، و مسجونا لا يرجو الفرج الا منك، فاذا وليت فأذقهم طعم الرفاهية، لا تمدد لهم كل المد.. و قد جمعت لك من الأموال ما لم يجمعه خليفة قبلي، و بنيت لك مدينة لم يكن في الاسلام مثلها..» [1] .

هلك الطاغية الجبار الذي أذاق جميع الناس صنوف الظلم و الجور و الفقر سنة) 158 ه) و انطوت بذلك صفحة سوداء من حياة الأمة الاسلامية مملؤة بالاثم و الموبقات و كان عمر الامام موسي الكاظم عليه السلام آنذاك ثلاثين سنة، مضي خلالها زهرة شبابه في عهد هذا الطاغية مكلوم القلب، حزين النفس، كاظم الغيظ حزنا علي المسلمين عامة، و علي ما لاقاه العلويون خاصة من التنكيل البشع، و العذاب الأليم. و سوف نري صفحة أخري مع ولده المهدي.


پاورقي

[1] تاريخ اليعقوبي ج 3، ص 349.