بازگشت

الامام الكاظم في عهد الهادي


تولي الهادي الخلافة في أيام شبابها الغض، و في ابان قوتها الكاملة، و ثروتها الموفورة، و قد بويع له و هو في غضارة العمر و ريعان الشباب، فدفعه ذلك الي التمادي في الغرور و الطيش، و من مظاهر ذلك انه كان اذا مشي مشت الشرطة



[ صفحه 97]



بين يديه بالسيوف المشهورة، و الأعمدة و القسي الموتورة [1] ليظهر بذلك أبهة السلطة، اتصف بنزعات شريرة ظهرت في سلوكه و في أعماله.

و من هواياته الخاصة اللهو و الغناء، أحب صوت ابراهيم الموصلي و غناه فأطربه، فوهب اليه ثلاثين ألف دينار، و هو القائل: لو عاش لنا الهادي لبنينا حيطان دورنا بالذهب [2] .

و قد بالغ هذا الطاغية المغرور في عدائه للعلويين و التنكيل بهم، فقطع ما أجراه لهم المهدي من الأرزاق و الأعطيات، و كتب الي جميع الآفاق في طلبهم، و حملهم الي بغداد [3] .

و من الكوارث الفظيعة التي حلت بعترة النبي صلي الله عليه و اله و سلم و ذريته كارثة (فخ) التي تحدث عنها الامام الجواد بقوله:

«لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ».

لقد اقترف العباسيون في هذه الجريمة أضعاف ما اقترفه الأمويون في مأساة كربلاء، فرفعوا رؤوس العلويين علي الرماح و معها الأسري يطاف بها في الأقطار، و تركوا الجثث الطاهرة ملقاة علي الأرض مبالغة منهم في التشفي و الانتقام من أهل البيت عليهم السلام.

أرسلت رؤوس الأبرار الطاهرين الي الطاغية الهادي و معها الأسري مقيدون بالسلاسل، و في أيديهم و أرجلهم الحديد.

أمر الطاغية بقتل الأسري فقتلوا و صلبوا علي باب الحبس [4] .


پاورقي

[1] حضارة الاسلام في دار السلام ص 84.

[2] الأغاني ج 5 ص 241 و ص 6.

[3] اليعقوبي ج 3 ص 136.

[4] الطبري ج 10 ص 29.