بازگشت

الامام الكاظم دائرة معارف: رسالته في العقل


قبل الحديث عن رسالة الامام موسي عليه السلام في العقل التي تعد ثروة فكرية عظيمة، لابد لنا من الحديث عن منهج أهل البيت عليهم السلام في العقل.

لأهل البيت عليهم السلام منهج علمي خاص لا يحيدون عنه، به يفسرون الأمور الدينية، و به يقيسون المبادي ء و الآراء و المعتقدات و الفلسفات و هو العقل السليم.

بالعقل السليم يستدل علي غيره و لا يستدل بغيره عليه. و لأهل البيت كلام كثير بهذا الموضوع ذكره الكليني في أول أصول الكافي منه: «ان الله جعل العقل دليلا علي معرفته... و من كان عاقلا كان له دين.. أعلم الناس بأمر الله أحسنهم عقلا.. العقل دليل المؤمن»

و جاء في نهج البلاغة لأميرالمؤمنين: «أغني الغني العقل».

معني هذا ان العقل هو المبدأ الأول لكل حجة و دليل، و اليه تنتهي طرق العلم و المعرفة بكل شي ء و كل حكم.

و العقل هو القوة المبدعة التي منحها الله عزوجل الي الانسان و ميزه به علي الحيوان الأبكم، و شرفه علي بقية الموجودات، و استطاع به أن يستخدم الكائنات، و يكشف أسرارها، و بالعقل جعله خليفة في الأرض، ينظم الحياة عليها و يعمرها.

و قد انتهي الانسان بفضل عقله الي غزو الفضاء و الكواكب، و انطلق انطلاقة



[ صفحه 106]



رائعة الي اكتشافات مذهلة، و سيصل في مستقبله القريب أو البعيد الي ما هو أعمق و أشمل من ذلك.

ان كل حكم سواء أكان مصدره الوحي أم الحس و التجربة دليله العقل حيث لا وزن للسمع و البصر بلا عقل، و لا سبيل الي العلم بمصدر الوحي الا العقل و دلالته. و بصورة أوضح نحن نأخذ بحكم الوحي و الشرع بأمر من العقل، أما حكم العقل فنأخذه و نعمل به، و ان لم ينص عليه الوحي و الشرع، و الخلاصة أن أبعد الناس عن الدين من يظن أن الدين بعيد عن العقل. و ان ما يقصد اليه هو العقل السليم.