بازگشت

معني العقل السليم


العاقل في اصطلاح القرآن الكريم و عند الناس هو الذي يضع الشي ء في مكانه و يملك ارادة قوية فيحبس نفسه عما يشين بها و لا يستجيب لهواها ان يك مخالفا للعقل و حكمه. قال تعالي: (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات و الأرض و من فيهن..» [1] و قال عزوجل: (يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله..) [2] .

و قال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم... فلا تتبعوا الهوي أن تعدلوا و ان تلووا أو تعرضوا فان الله كان بما تعملون خبيرا) [3] .

و قال سبحانه و تعالي: (و أما من خاف مقام ربه و نهي النفس عن الهوي. فان الجنة هي المأوي) [4] .

يتضح من هذه الآيات الكريمات ان العاقل هو الذي ينقاد الي حكم العقل، و يؤثره علي هواه. و عليه يكون المراد بالعقل السليم: الادراك النابع من العقل



[ صفحه 107]



بالذات، العقل المستنير بالمعرفة و الحق و الايمان، و ليس من الجهل و التعصب و الأهواء الشخصية!!

و ما نراه ان الرجل الواقعي الواعي لا يجزم بالفكرة الخاطفة العابرة، و لا ينطلق مع رغبته و ارادته قبل أن يتدبر و يتأمل، بل يتريث و يملك نفسه و يبحث، حتي يهتدي الي الرأي الناضج الأصيل. علي العكس من الرجل العاطفي الذي يبت في الأمور برغبته و هواه قبل أن يفكر مليا، و بتعبير أدق: يصدق قبل أن يتصور.

و سئل الامام الصادق عليه السلام عن العقل فقال: «ما عبد به الرحمن، و اكتسب به الجنان. قيل له: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك الشيطنة و هي شبيهة بالعقل، و ليست بالعقل».

و يعني بقوله عليه السلام ان العقل لا يقود الي الحرام كما يفعل الشيطان. والله سبحانه و تعالي بشر أهل العقل و الفهم في كتابه حيث قال: (و الذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها و أنابوا الي الله لهم البشري فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب) [5] .

هذه الآية تعد من أوضح الآيات التي جاءت في العقول السليمة. و الامام عليه السلام استدل بهذه الآية الكريمة علي تقديم أهل العقول السليمة علي غيرهم لأن الله قد بشرهم بالهداية و النجاح، و قد تضمنت الآية التي استشهد بها عليه السلام جملة من الفوائد منها:


پاورقي

[1] سورة المؤمنون، الآية: 71.

[2] سورة ص، الآية 51.

[3] سورة النساء، الآية: 135.

[4] سورة النازعات، الآيتان: 41 - 40.

[5] سورة الزمر، الآية: 18.