بازگشت

طفولته زاكية مميزة


تدرج الامام موسي بن جعفر في طفولة زاكية مميزة، فتربي في حجر الاسلام، و رضع من ثدي الايمان، و تغذي من عطف أبيه الامام الصادق، حيث أغدق عليه أشعة من روحه الطاهرة و أرشده الي عادات الأئمة الشريفة و سلوكهم النير، فالتقت في سنه المبكر جميع عناصر التربية الاسلامية السليمة، حتي أحرز في صغره جميع أنواع التهذيب و الكمال و الأخلاق الحميدة، و من شب علي شي ء شاب عليه. هذه الفولة المميزة استقبلها الامام موسي بن جعفر عليه السلام و هو ناعم البال بحفاوة و تكريم خاص؛ فأبوه أغدق عليه عطفا مستفيضا، و حمل له من الحب ما لا يحمله لغيره، حيث قدمه علي بقية ولده، فاندفع قائلا: «الحمد لله الذي جعلك خلفا من الآباء، و سرورا من الأبناء، و عوضا عن الأصدقاء» [1] و نتيجة هذا الحب الأبوي المميز أخذت جماهير المسلمين تقابل الامام موسي بالعناية و التكريم، و جماهير الشيعة بصورة خاصة، لأنهم يعتقدون أن مقام الامامة كمقام النبوة، بعيدا عن المحاباة، سوي ما يتصل بتأييد الفضيلة و الاشادة بالايمان، و علي ضوء ذلك أعلن الامام الصادق حبه الكبير و مودته الوثيقة لولده الحبيب لأنه رأي فيه ملامح صادقة عنه، و مواهب مبكرة، و عبقرية خاصة، تؤهله لمنصب الامامة علي أمة جده صلي الله عليه و اله و سلم.


پاورقي

[1] الفصول المهمة ص 112.