بازگشت

اختلاف الليل و النهار


و من آياته عزوجل اختلاف الليل و النهار؛ ذكر علماء التفسير للاختلاف وجهين: (أحدهما) مأخوذ من خلفه يخلفه و اذا ذهب الأول و جاء الثاني، فيكون المراد باختلاف الليل و النهار تعاقبهما في الذهاب و المجي ء. (و الثاني) الاختلاف في الطول و القصر، و النور و الظلمة، و الزيادة و النقيصة؛ و كما انهما يختلفان في الزمان فكذلك يختلفان في المكان، فاذا افترضنا الصبح قد حل في موضع ما، فهي



[ صفحه 113]



في موضع آخر ظهر، و في مكان آخر عصر، و في مكان آخر مغرب... و هلم جرا.

و ذلك لكروية الأرض. و هذا الاختلاف من آثار النظام الشمسي الذي يدل علي وحدة الله و وجوده. كما ان هناك مصالح لا تحصي ترتبت علي هذا الاختلاف: و علي سبيل المثال: أحوال العباد بسبب طلب الكسب و المعيشة في النهار، و طلب الراحة في الليل. الي غير ذلك من المصالح الحيوية التي ذكرها العلماء في سر هذا الاختلاف التي تكشف عن وجود الله سبحانه و تعالي، و عن جميل صنعه، و عظيم قدسه.